كشف المستشار بهاء الدين أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ ورئيس حزب الوفد الأسبق، عن تفاصيل دقيقة وتحديات واجهتها اللجنة التشريعية أثناء صياغة قانون مكافحة المواد المخلقة، حيث أكد أن صياغة خاطئة كادت أن تؤدي إلى تبرئة جميع المتهمين بتعاطي أو حيازة هذه المواد.

مقال مقترح: أسعار الدواجن تشهد انخفاضًا ملحوظًا اليوم الأحد في الأسواق الرسمية
خلال تصريحاته لبرنامج “الطريق إلى البرلمان” مع الكاتب الصحفي محمد سامي عبر منصات “نبأ العرب”، أوضح أبو شقة أن المُشرع يتدخل عادة في حالتين، إما عند ظهور ظواهر أو أفعال جديدة لا تنظمها نصوص قانونية، أو عند وجود نصوص قانونية غير متناسبة مع خطورة الفعل، وخصوصًا في النصوص العقابية، حيث كانت ظاهرة “المواد المخلقة” مثل “الاستروكس” تتطلب تدخلاً تشريعياً عاجلاً.
وأضاف رئيس حزب الوفد الأسبق أنه فوجئ بمشروع قانون يطالب بتعديل، وبعد عرضه في المجلس، أدرك خطورته.
وأشار إلى أن المشروع نص على أن “كل مواد يرى الوزير المختص إدخالها تعتبر مواد مخلقة إذا كان من شأنها أن تؤثر على الحالة الصحية أو النفسية”، مما أثار قلقه.
وقال أبو شقة، من واقع خبرته القانونية في محكمة النقض والصياغة، إن جميع القضايا ستُطعن عليها بالنقض، حيث يمكن أن يتذرع المدعى عليه بأن المادة لا تؤثر في الحالة العقلية، مما يجعل المسألة فنية، وأوضح أن التأثير نسبي، فقد لا يؤثر مشروب على شخص بينما يؤثر على آخر.
مقال مقترح: عشرة مصابين في حادث انقلاب ميكروباص على طريق مصر – الإسماعيلية في الشرقية
وأكد المستشار أبو شقة أنه أصر على إعادة مشروع القانون للجنة مرة أخرى لدراسته وصياغته بشكل منضبط.
وتابع قائلاً إن الدكتور علي عبد العال أيد هذا الرأي، مشددًا على أن القانون في صيغته الحالية كان سيؤدي إلى براءة جميع المتهمين بالاستروكس.
وشدد أبو شقة على أن الخطأ في الصياغة كان سيؤدي إلى عوار قانوني وثغرة، حيث اقترح إضافة مادة واحدة تنص على أن الوزير المختص له الحق في إضافة مواد جديدة تسري عليها أحكام هذا القانون.
ولفت إلى أن مشروع القانون الأصلي تضمن عقوبات غير متجانسة، حيث كانت عقوبة المتعاطي أكبر من عقوبة الحيازة المجردة، وهو ما يسمى “نظرية التهاتر والتناقض”، مما يعتبر من أخطر ما يصيب القانون.
وأوضح أن فن الصياغة في هذه الحالات يتطلب ذكر العقوبات في قوانين أخرى لضمان تطبيق العقوبة الأشد.
انطلق مؤخرًا برنامج “الطريق إلى البرلمان” من إنتاج مؤسسة “أونا للصحافة والإعلام”، ويقدمه الكاتب الصحفي محمد سامي.
يعرض البرنامج على منصات موقع “نبأ العرب” وعلى جميع مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يركز على تغطية البرلمان بغرفتَيه (مجلس الشيوخ ومجلس النواب)، ويكشف من خلاله كواليس الدوائر الانتخابية.
كما يستضيف برنامج “الطريق إلى البرلمان” شخصيات برلمانية بارزة، بالإضافة إلى قراءة في النظام الانتخابي والدوائر المشتعلة.