قائد الدفاع الجوي يؤكد متابعة تطورات أسلحة العدو وتطوير قدراتنا لمواجهة التفوق التكنولوجي والصاروخي
حوار- محمد سامي:

ممكن يعجبك: محكمة الدستورية العليا تعتبر إلزام محكمة بنظر دعوى خارج اختصاصها الولائي غير دستوري
في حديث موسع بمناسبة عيد قوات الدفاع الجوي، صرح الفريق ياسر الطودي، قائد قوات الدفاع الجوي، بأن القوات تواصل العمل بلا كلل لتأمين سماء الوطن ضد أي تهديد، مؤكدًا أن قوات الدفاع الجوي أصبحت تمثل “القوة الرابعة” في هيكل الجيش المصري، بفضل منظومتها المتكاملة من الأسلحة الحديثة والكوادر المؤهلة.
وأضاف “الطودي” أن يوم 30 يونيو 1970 يعد نقطة تحول في التاريخ العسكري المصري، حيث تمكنت القوات من إسقاط 12 طائرة إسرائيلية حديثة من طراز “فانتوم” و”سكاي هوك”، ليصبح هذا اليوم عيدًا لقوات الدفاع الجوي التي وُلدت في خضم معارك الاستنزاف.
كما تناول الفريق ياسر الطودي تفاصيل بناء حائط الصواريخ تحت نيران العدو، مشيرًا إلى كيفية مساهمة قوات الدفاع الجوي في تحطيم الذراع الطولي لإسرائيل خلال حرب أكتوبر، بالإضافة إلى الجهود المبذولة في تطوير المقاتل المصري علميًا ونفسيًا وبدنيًا، وخطط القوات لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية الحديثة في ظل التطور التكنولوجي السريع.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة، أشار إلى أهمية تنوع التدريبات والبرامج التأهيلية والبحثية المشتركة، موضحًا أن الابتكار في الفكر واستخدام التقنيات بطرق غير تقليدية هو سر الحفاظ على التفوق والاستعداد الدائم.
واختتم الفريق رسالته بتأكيد الطمأنينة للشعب المصري، قائلًا: “نعمل ليلًا ونهارًا، وسنظل دائمًا درع السماء، نحمي الإنجازات ونصون المقدسات”.
وإلى نص الحوار:
– تحتفل قوات الدفاع الجوي كل عام في الثلاثين من يونيو بعيد الدفاع الجوي، نرجو إلقاء الضوء على أسباب اختيار هذا اليوم؟
بدأت رحلتنا في الأول من فبراير 1968 لإنشاء قوات الدفاع الجوي، حيث تم تسليحها وتدريبها تحت ضغط هجمات العدو الجوي خلال حرب الاستنزاف، ويعتبر صباح يوم 30 يونيو 1970 يومًا مجيدًا في تاريخ العسكرية المصرية، حيث تمكنت تجميعات الدفاع الجوي من إسقاط 12 طائرة من أحدث الطرازات (فانتوم – سكاي هوك) وأسر طياريها، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، مما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، ليصبح هذا اليوم عيدًا لقوات الدفاع الجوي.
– يتردد دائمًا أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي كلمة “حائط الصواريخ”، نرجو إلقاء الضوء على معناها وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
مقال له علاقة: الرئيس البرازيلي يؤكد أن الاعتراف بفلسطين واجب أخلاقي عالمي
حائط الصواريخ هو تجميع قتالي من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، تم إنشاؤه في مواقع محصنة لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية، وقد تم إنشاؤها في ظروف صعبة وبالتضحيات العظيمة من رجال الدفاع الجوي والمهندسين العسكريين والمدنيين.
استمر العدو الجوي في استهداف المواقع أثناء إنشائها، ولإنشاء حائط الصواريخ كان لزامًا اتباع أحد الخيارين:
الخيار الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات، والخيار الثاني: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة مع إنشاء تحصينات كل نطاق.
تم تنفيذ هذه الأعمال بدقة عالية، حيث استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات منع العدو الجوي من الاقتراب من قناة السويس، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار، لتسطر قوات الدفاع الجوي أروع الصفحات في تاريخها.
– الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع، كيف قام الدفاع الجوي المصري بتحطيم أسطورة الذراع الطولي لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟
خلال فترة وقف إطلاق النار، بدأ رجال الدفاع الجوي في الإعداد لحرب التحرير، واستكمال التسليح بأنظمة حديثة، ونجحت قوات الدفاع الجوي في حرمان العدو الجوي من استطلاع قواتنا، حيث أسقطت طائرة الاستطلاع الإلكتروني، وفي حرب أكتوبر 1973 قامت قوات الدفاع الجوي بدور مهم لتأمين العبور.
خلال ليلة 6/7 أكتوبر، نجحت قوات الدفاع الجوي في إسقاط أكثر من 25 طائرة، مما اضطر قائد القوات الجوية المعادية إلى إصدار أوامره بعدم الاقتراب من قناة السويس، وفي الأيام الثلاثة الأولى من الحرب فقد العدو الجوي أكثر من ثلث طائراته.
– تعتبر منظومة الدفاع الجوي المصري من أعقد المنظومات في العالم، نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة.
تتطلب التحديات الحالية وجود منظومة دفاع جوي ذات قدرات نوعية عالية، تتكون من عناصر استطلاع وإنذار، بالإضافة إلى عناصر إيجابية من الصواريخ والمدفعية. يتم السيطرة على عناصر المنظومة بواسطة مراكز قيادة تعمل بالتعاون مع القوات الجوية والبحرية.
– كيف نطمئن أن سماء مصر آمنة وستظل؟
في عصر السموات المفتوحة، أصبح الحصول على المعلومات متاحًا بسهولة، لكن السر يكمن في القدرة على تطوير فكر الاستخدام بطريقة غير نمطية، مما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة عالية.
– أكدت خبرات الحروب المصرية أن العنصر البشري هو سر النجاح، فماذا أعددتم للارتقاء بأداء الجندي المقاتل؟
نحن ندرك أن الثروة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل، لذا نعمل على تطوير مهاراته وقدراته من خلال مسارين: إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل وتطوير العملية التعليمية والتدريبية.
في المسار الأول، نبني ثقافة الإدراك وتعزيز القيم الوطنية، وفي المسار الثاني، نعد خطة شاملة لتطوير التعليم والتدريب، بما يحقق المواصفات المنشودة للفرد المقاتل.
– تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكري مع الدول العربية والأجنبية، كيف يتم تنفيذ ذلك في قوات الدفاع الجوي؟
نحرص على زيادة محاور التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة في مجالات التدريب والتسليح والعمليات، بما يسهم في تبادل الخبرات وتعزيز القدرات.
– في ضوء العمليات العسكرية الحديثة، ما هي التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي؟
تشمل التحديات التفوق الجوي والصاروخي والتكنولوجي، مما يتطلب تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة العدائيات الجوية المختلفة.
لمجابهة هذه التهديدات، نعتمد على شبكة الإنذار المبكر وبناء منظومة دفاع جوي متكاملة، بالإضافة إلى استخدام أنظمة غير نمطية لمواجهة الطائرات الموجهة.
– سيادة الفريق، نطلب من سيادتكم رسالة طمأنينة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي.
أؤكد أن القوات المسلحة ملتزمة بأهدافها، ونحرص على الاستعداد القتالي العالي. نحن نعمل باستمرار على تطوير قوات الدفاع الجوي لضمان قدرتها على حماية سماء الوطن، ونعاهد الشعب المصري على أن نبقى دائمًا درعًا له، حاميين لسمائه ومقدساته.
حمى الله مصر شعبًا عظيمًا وجيشًا باسلاً يحمى الإنجازات ويصون المقدسات.