أحمد من عالم المحاماة إلى شغف الطهي.. كيف صنع البرجر المميز في الإسماعيلية

الإسماعيلية – أميرة يوسف:

أحمد من عالم المحاماة إلى شغف الطهي.. كيف صنع البرجر المميز في الإسماعيلية
أحمد من عالم المحاماة إلى شغف الطهي.. كيف صنع البرجر المميز في الإسماعيلية

في أحد الأندية بمحافظة الإسماعيلية، حيث تمتزج رائحة اللحم المشوي مع نغمات الموسيقى الخفيفة، يقف “أحمد” خلف شواية صغيرة، يرتدي مريول الطهي بدلاً من بدلة المحاماة، يُقلب قطع البرجر بعناية، وكأنه يترافع عن نكهة تستحق الإنصاف.

لم يكن أحد يتوقع أن هذا الشاب الثلاثيني، الذي قضى سنوات في دراسة القانون والدفاع عن القضايا داخل قاعات المحاكم، سيكتشف شغفه الحقيقي على صاج ساخن بين الخبز والجبن واللحم الطازج.

يبدأ أحمد حديثه بابتسامة واثقة، قائلاً: “المحاماة مهنة عظيمة، لكن كنت دائماً أشعر أن هناك شيئاً آخر بداخلي يناديني، منذ زمن أحب الأكل وأتابع وصفات وأجربها، لكن البرجر كان له حكاية خاصة”

بدأت القصة من جلسات الأصدقاء في ليالي الصيف، حين كان أحمد يطهو البرجر لهم ويتلقى كلمات الإعجاب، لكن الأمر تطور من مجرد هواية إلى مشروع صغير قرر أن يخوضه بجرأة.

يقول أحمد: “أصدقائي كانوا دائماً يقولون لي (البرجر بتاعك لازم الناس تدوقه)، وبالفعل، بدأت أعمل على الوصفة حتى وصلت للطعم الذي يرضيني 100%”

استثمر أحمد وقته في تعلم أسرار الطهي، تابع أشهر الطهاة، جرب عشرات الخلطات، حتى توصل إلى مزيج خاص من اللحم والتوابل والصلصات، مما جعله يفتتح أول مطعم “أون لاين”، وفي غضون أشهر قليلة ذاع صيته في شوارع الإسماعيلية وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

عند سؤاله عن الفرق بين المحاماة والطهي، قال ضاحكاً: “المرافعة تحتاج لمنطق وأسلوب إقناع، والبرجر كمان لازم يقنع اللي بياكله من أول قضمة، لازم الطعم يكون له حجته”

لكن ما يميز برجر أحمد ليس فقط الطعم، بل طريقة تقديمه وشغفه الواضح بكل قطعة لحم يطهوها، يتعامل مع الزبائن بنفس الاهتمام الذي كان يخصصه لعملائه في المحكمة، يستمع، يشرح، ويعدل الوصفة حسب رغبة كل فرد.

لم يكن الطريق سهلاً، فبعض المقربين استغربوا التحول المفاجئ في مسار حياته، لكن أسرته كانت أول الداعمين، وكانت تقول له دائماً: “الذي يعمل بحب عمره ما يفشل”

اليوم، يقف طابور طويل أمام عربة “برجر المحامي”، كما يسميه زبائنه، ينتظرون طعامهم بشغف، وتنتشر صور ساندويتشاته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بعبارات مثل “أحلى برجر في الإسماعيلية” و”النكهة دي وراها قانون خاص!”.

رغم نجاحه، لا يتوقف أحمد عند هذا الحد، بل يحلم بامتلاك مجموعة فروع لمشروعه، يقدم فيها البرجر ووصفات أخرى من ابتكاره، ويربط بين شغفه بالمذاق وقيم المهنة التي مارسها لسنوات.

وتابع أحمد حديثه، قائلاً: “الذي تعلمته من المحاماة جعلني ملتزماً ودقيقاً، وما ألقاه في البرجر هو متعة حقيقية، أنا مشيت وراء قلبي، وهذا كان القرار الصحيح”

في النهاية، أحمد لم يترك القانون، بل أعاد تطبيقه بطريقته الخاصة، على النار الهادئة، وبالنكهات العادلة، كما يقول.