البحيرة – أحمد نصرة:

مواضيع مشابهة: توجيهات جديدة من وزارة التموين حول صرف الدعم الإضافي للمواطنين
على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث تتعانق الطبيعة مع التاريخ، ويعلو الأذان فوق أطلال العصور، يتجلى تل أبو مندور الأثري كرمز حي لتاريخ حضارات متعاقبة، تاركة خلفها آثارًا من المجد والروحانية والتراث.
التقط الفنان أسامة الشريف مجموعة من الصور الفريدة من زوايا مبتكرة، حيث أظهر جمال هذا التل الذي يطل على منظر ساحر للنيل في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، حيث تتناثر شواهد التاريخ بين حجارة قديمة ومئذنة تراقب الزمن، وضريح لوليّ معروف ببركته بين الناس، لتتشكل لوحة نادرة تجمع بين القداسة والتاريخ والجمال.
تاريخ عبر آلاف السنين
يقول الآثاري محمود الحشاش: يعود أصل تل أبو مندور إلى عصور ما قبل الميلاد، حيث كان الموقع مأهولًا منذ العهد الفرعوني، وازدهر خلال الحقبتين اليونانية والرومانية، وعُثر في الموقع على بقايا أثرية مهمة تشمل أساسات مبانٍ قديمة وقطع فخارية وعملات معدنية وأدوات جنائزية، مما يعكس الدور التجاري والديني الذي لعبه التل قديمًا.
جامع وضريح ولي.
ويضيف الحشاش: على قمة التل، يقع جامع أبو مندور الذي بُني في العصر العثماني، ويُعتبر من أبرز المعالم الإسلامية في المنطقة، يضم الجامع ضريح سيدي أبو مندور الذي يُعتقد أنه أحد أولياء الله الصالحين، ولا يزال الضريح مزارًا شعبيًا يتوافد عليه الأهالي والزائرون طلبًا للبركة.
الجامع يتميز بطراز معماري بسيط وهادئ، وقبة تحمل طابعًا صوفيًا، ومئذنة شاهقة تطل على نهر النيل، في مشهد يخطف الأنفاس.
قصر ذو طراز مميز.
شوف كمان: احتفالات العام الهجري الجديد في مسجد البقلي بأسيوط بحضور المحافظ – صور مميزة
ويكمل الحشاش: يحتوي التل على قصر ذو طراز مميز يجمع عدة أنماط معمارية، منها الطراز الفرنسي (مانسارد) الذي يتمثل في السقف العلوي ذو الشكل المائل والشبابيك العلوية الصغيرة ضمن السقف، مما يشير إلى طابق علوي للخدمة أو التخزين، وهو تصميم عملي وأنيق.
كما أخذ القصر من الطراز العثماني الأبراج ذات القمم المدببة التي تشبه المآذن العثمانية، والشرفات المقوسة والعقود المستديرة من السمات الشرقية التي تُضفي روح المكان طابعًا محليًا.
أسرار دفينة.
يوضح الحشاش: خلال أعمال التنقيب التي أجرتها بعثات أثرية مصرية، تم اكتشاف مقابر تعود للعصر الروماني، وبداخلها نقوش وزخارف جنائزية، بالإضافة إلى قطع أثرية تشير إلى وجود أنشطة تجارية وحرفية مزدهرة في هذا الموقع.
وتؤكد هذه المكتشفات أن تل أبو مندور لم يكن مجرد مزار ديني، بل كان مركزًا عمرانيًا متكاملًا في فترات مختلفة من التاريخ.