المنيا – جمال محمد:
اقرأ كمان: تجربة ولادة صعبة لمريضة بالإيدز في مستشفى قنا العام وما حدث بعدها
في مشهد مؤلم، تجمع المئات من أهالي قرية زهرة التابعة لمركز المنيا، مساء الخميس، لتشييع جثامين ثلاثة أطفال ذبحهم والدهم بيد باردة، في واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي هزّت الرأي العام المصري، حيث سادت حالة من الذهول والبكاء بين الحضور.
وصلت جثامين الضحايا الثلاثة في سيارات الإسعاف إلى المقابر، حيث أُديت عليهم صلاة الجنازة بالطريق العام قبل دفنهم، وذلك بعد انتهاء أعمال التشريح ونقلهم من مشرحة مستشفى المنيا الجامعي، لتكون اللحظات الأخيرة لهم محاطة بالحب والدعاء.
وكان الأب، الذي يُدعى “أ.م” (37 عامًا)، وهو عامل فراشة، قد سلّم نفسه إلى نقطة الشرطة بعد ارتكابه الجريمة داخل منزله بالقرية، في ساعة مبكرة من صباح الخميس، حيث أقدم على ذبح أطفاله “رودينا” (10 أعوام)، و”رحيم” (7 أعوام)، و”رمضان” (4 أعوام)، مستخدمًا آلة حادة، وذلك بسبب خلافات متكررة مع زوجته.
وكشفت التحريات الأولية أن الزوجة غادرت منزل الأسرة منذ حوالي 15 يومًا إثر خلافات زوجية، تاركة الأبناء في رعاية والدهم، الذي دخل في نوبة من الاكتئاب الحاد دفعته إلى ارتكاب جريمته المروّعة بدافع الانتقام، مما زاد من عمق المأساة.
مقال مقترح: تصادم خطير بين ميكروباص وجامبو على الطريق الصحراوي بالإسكندرية يسفر عن 6 مصابين
وقد باشرت النيابة العامة بالمنيا التحقيقات، وأمرت بحبس الأب 4 أيام على ذمة القضية، كما عاينت موقع الجريمة، وقررت انتداب الطب الشرعي لإعداد تقارير الصفة التشريحية للأطفال الثلاثة، بالإضافة إلى تكليف المعمل الجنائي بفحص الأدلة ومسرح الحادث، مما يعكس جدية التحقيقات.
في غضون ذلك، فرضت الأجهزة الأمنية كردونًا حول المنزل لحين انتهاء المعاينة، وسط حالة من الذهول بين أهالي القرية الذين وصفوا الحادث بأنه “صدمة غير مسبوقة”، مما يعكس تأثير هذه الجريمة على المجتمع المحلي.