في مباراة مثيرة بين الزمالك وغزل المحلة بدور الـ16 من كأس مصر 2003، غاب عن الفريق عدد من نجومه الدوليين مثل التوأم حسام وإبراهيم حسن وحازم إمام، لكن شابًا موهوبًا لفت الأنظار بتسجيله هدف الفوز في اللحظات الأخيرة، واليوم، بعد مرور 22 عامًا على تلك اللحظة، يعلن هذا اللاعب، الذي أصبح أحد أساطير القلعة البيضاء، اعتزاله كرة القدم، تاركًا خلفه إرثًا عاطفيًا عظيمًا لدى الملايين من عشاق الزمالك.

من نفس التصنيف: استعدوا لمتعة لا تُنسى.. حساب كأس العالم يحتفل بمباراة الأهلي وإنتر ميامي
محمود عبد الرازق حسن فضل الله، المعروف بـ”شيكابالا”، ابن محافظة أسوان، الذي سجل هدف التأهل في تلك المباراة وهو لم يتجاوز بعد عامه السادس عشر (15 عامًا و8 أشهر)، وكان ظهوره الأول تحت قيادة المدرب كابرال، الذي خاض اللقاء رغم وفاة والدته قبل يوم واحد.
من أسوان إلى القمة… البدايات المتواضعة والبريق المبكر
نشأة شيكابالا في أسوان كان لها تأثير كبير على شخصيته، فرغم موهبته الفذة، إلا أنه كان خجولًا وسط نجوم الفريق، حتى أنه صرح في إحدى المقابلات التلفزيونية بأنه كان “يخاف المرور بجوارهم”، لكن المدربين أدركوا موهبته مبكرًا، ومنهم البرتغالي فينجادا، الذي اعتمد عليه لاحقًا.
مواضيع مشابهة: جدول مباريات اليوم السبت والقنوات التي ستنقلها مباشرة
قال فينجادا في تصريح لـ”نبأ العرب”: “عندما وصلت إلى الزمالك عام 2003، كان شيكابالا في السابعة عشرة من عمره، كان موهوبًا بشكل استثنائي، لكنه كان لا يزال صغيرًا ويشعر بفارق الأجواء بين أسوان والقاهرة، ساعدناه ودعمناه جميعًا، وشعرنا سريعًا بإمكاناته المميزة”
“خناقة ثلاثية” من الكبار لخطف الموهبة
بداية شيكابالا مع الزمالك أسست لارتباط عاطفي قوي بينه وبين الجماهير، التي رأت فيه واحدًا منهم، مشجعًا وفياً قبل أن يكون لاعبًا، لم تكن عائلته تدرك موهبته حتى بدأ الجيران يلفتون انتباههم إلى “الطفل الموهوب”، الذي ورث حب الكرة من شقيقه الأكبر عبد الباسط، وعشق الزمالك منذ نعومة أظافره.
بدأ مشواره في مدرسة الموهوبين بأسوان، ثم لفت الأنظار خلال إحدى البطولات لينتقل إلى مدرسة الموهوبين في القاهرة، حيث تهافتت عليه طلبات الانضمام من أندية كبرى مثل الأهلي والإسماعيلي والزمالك، لكنه فضّل مواصلة التدريب في المدرسة حتى جاءت الصدفة التي غيّرت مساره.
صديق من المدرسة اقترح عليه مرافقته إلى تدريبات ناشئي الزمالك، وهناك، سرعان ما لفت الأنظار بموهبته، فطلب منه مسؤولو النادي التوقيع، وبالفعل، تواصل مع والده الذي شجعه على اتخاذ الخطوة، وكانت تلك بداية قصة “الأباتشي” مع القلعة البيضاء.
انتقل شيكابالا للعيش في سكن الناشئين بالنادي، وبدأت ملامح مسيرته تتغير بعد تصعيده إلى الفريق الأول، حيث رآه المدرب كابرال في مباراة مع منتخب الناشئين، فطلب التعرف على اللاعب، وأُبلغ بأنه ينتمي للزمالك، فأصدر قرارًا بضمه إلى الفريق الأول.
لحظة الصعود… من الخجل إلى التألق
يقول شيكابالا عن أول مران له مع الفريق الأول: “كنت أعتقد أنهم يمزحون عندما أخبروني بأنني سأتدرب مع الفريق الأول، دخلت غرفة الملابس وجلست بعيدًا، لم أتحدث مع أحد، تدربت ثم وجدت نفسي في قائمة مباراة كأس مصر، التي غاب عنها اللاعبون الدوليون بسبب ارتباطاتهم مع المنتخب”
كانت تلك المباراة ضد غزل المحلة، وشهدت تسجيل شيكابالا هدف الفوز في اللحظات الأخيرة، ليُسجل أول أهدافه مع الفريق الأول، وينطلق في مسيرة طويلة امتدت لعقود، ارتدى خلالها قميص الزمالك بكل فخر.
اليوم، وبعد أكثر من 20 عامًا من العطاء، أعلن شيكابالا تعليق حذائه، مختتمًا مسيرة أسطورية جعلته أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في تاريخ الزمالك، لم يكن مجرد نجم، بل رمزًا لجيل كامل، وقائدًا ملهمًا داخل الملعب وخارجه.