(بي بي سي).

مواضيع مشابهة: قوات الأمن السورية تكتشف مستودع أسلحة وذخائر في شرق البلاد
في تصريحات مثيرة، أكد ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا أبو شباب في غزة، تعاونه مع الجيش الإسرائيلي خلال أول مقابلة مباشرة له مع إذاعة إسرائيلية، حيث أوضح أن مقاتليه هم فلسطينيون يعيشون في قلب القطاع، ولا ينتمون لأي أيديولوجية أو تنظيم سياسي، مضيفاً أن عناصره تتعاون مع الجيش الإسرائيلي على مستويات معينة.
وأشار أبو شباب إلى المعاناة والظلم الذي تعرضوا له من قبل حماس، وأكد أنهم عازمون على مواجهة هذا العدوان، كما لا يستبعدون إمكانية المواجهة مع حماس أو حتى نشوب حرب أهلية إذا اقتضى الأمر.
في السابق، كان يقدم أبو شباب تسجيلات صوتية لنفسه وهو يقرأ بيانات، ويجري مقابلات عبر البريد الإلكتروني، وقد صرح لصحيفة “تايمز أو إسرائيل” بأنهم لم يتمتعوا بالأمن كما في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حيث نفذوا عمليات فاقت التوقعات.
وأوضح خلال المقابلة أن الهدف من التعاون هو الحصول على الدعم والمساعدة من الجيش الإسرائيلي، حيث يتم إبلاغهم فقط عند تنفيذ المهام العسكرية.
على صعيد آخر، استشهد نحو 30 فلسطينياً على الأقل وأصيب العشرات منذ مساء السبت، نتيجة تصاعد عمليات القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار المباشر من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر.
وأفاد مراسل بي بي سي باستشهاد 15 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 20 لا يزال غالبيتهم تحت الأنقاض، في قصف جوي فجر الأحد استهدف مربعاً سكنياً يؤوي ثلاث عائلات من النازحين في حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة.
وفي مدينة غزة، أكد الدفاع المدني استشهاد 9 أشخاص على الأقل وسقوط إصابات وأعداد كبيرة من المفقودين، جراء قصف عدد من المنازل المأهولة بالسكان التي تعود لعائلتي الصَّفَدي في شارع يافا ونصر الله في منطقة حي الزيتون، مما أسفر عن دمار كبير في تلك المنطقتين.
كما أفاد الدفاع المدني بأنه انتشل عدداً من الشهداء والمصابين جراء قصف منزلين شمال مستشفى الرنتيسي بحي النصر، ومحيط مستوصف الشيخ رضوان، حيث أخلت فرقة 23 مصاباً من بناية تكتظ بالنازحين، بينما لا يزال نحو 40 آخرين مفقودين تحت الأنقاض.
في بلدة جباليا شمالي القطاع، أكد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المنازل السكنية في المناطق الشرقية، حيث استهدف وسط البلدة بغارتين جويتين.
أما في الجنوب، فقد استشهد 8 على الأقل من بينهم 3 أطفال، وأصيب آخرون في قصف عدد من خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
شهود عيان أكدوا أن الجيش الإسرائيلي قام بعمليات نسف عنيفة لعدد من المنازل، حيث هزت المدينة أكثر من 4 انفجارات قوية وسط خان يونس وجنوب غربها، مستهدفة مناطق الكتيبة والسطر.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من 130 موقعاً خلال اليوم الماضي، تشمل مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ، وفقاً للبيان.
كما أعلن الجيش اعتراضه صاروخاً أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الأحد، حيث دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق من البلاد.
وفي هذا السياق، صرح المتحدث باسم الحوثيين في اليمن بأن الجماعة أطلقت صاروخاً باليستياً على منطقة يافا وسط إسرائيل.
وفد إسرائيلي في قطر
على الصعيد السياسي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إرسال وفد إلى قطر، الأحد، لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة، رغم اعتباره مطالب حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”.
لكن البيان أضاف أنه “بعد تقييم الوضع”، أصدر نتنياهو “توجيهات لتلبية الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة ومواصلة الجهود لاستعادة رهائننا على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل”، موضحاً أن “فريق التفاوض سيسافر الأحد لإجراء مناقشات في قطر”.
حركة حماس أعلنت تسليمها “رد موحد” إلى الوسطاء الإقليميين والدوليين بشأن ورقة الإطار الخاصة بوقف “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وآليات تنفيذه”.
كما أعلنت حماس الجمعة أنها مستعدة لبدء محادثات “فوراً” بشأن الاقتراح الذي ترعاه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.
تعليقاً على إعلان حماس استعدادها للتفاوض حول مقترح وقف إطلاق النار، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “هذا جيد، لم يتم إبلاغي بالأمر، علينا إنجاز ذلك، علينا أن نفعل شيئاً بشأن غزة”.
وعند سؤاله في الطائرة الرئاسية عن تفاؤله بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، أجاب “كثيراً”، مشيراً إلى أن “الأمر يتغير بين يوم وآخر”، وقد يكون هناك اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع.
يُعتقد أن مقترح ترامب يشمل إطلاق سراح تدريجي لما لا يقل عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء، مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى انسحاب عسكري إسرائيلي جزئي من مناطق في غزة.
ثلاثة تعديلات طالبت بها حماس
صرّح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لبي بي سي، في وقت سابق من يوم السبت، بأن حماس طلبت ثلاثة تعديلات على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وهي:
مقال مقترح: محافظ سوهاج يزور معرض الحرف اليدوية ويعلن عن إطلاق مجمع غذائي جديد مع صور مميزة
أولاً: وقف فوري لعمليات مؤسسة غزة الإنسانية (التي تتولى تقديم المساعدات وتدعمها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل)، ثانياً: انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان فيها قبل انهيار وقف إطلاق النار الأخير في مارس/آذار، ثالثاً: الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بعدم استئناف القصف الإسرائيلي إذا انتهى وقف إطلاق النار دون اتفاق دائم.
في إشارة إلى التحديات المحتملة التي لا تزال تواجه الجانبين، قال مسؤول فلسطيني من جماعة متحالفة مع حماس إن المخاوف لا تزال قائمة بشأن المساعدات الإنسانية، والمرور عبر معبر رفح جنوب غزة إلى مصر، ووضوح الجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية.
جدّد نتنياهو التأكيد على ضرورة نزع سلاح حماس، وهو موقف رفضت الحركة مناقشته حتى الآن، حيث يُعتقد أنها تحتجز 20 رهينة على قيد الحياة.
وفي سياق منفصل، ناقش بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تطورات الأوضاع في غزة والتحضير لعقد اجتماعات غير مباشرة بين الطرفين المعنيين للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
تناول عبد العاطي خلال الاتصال التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، فور التوصل لوقف إطلاق النار، وذلك بحسب بيان للخارجية المصرية.
منظمة غزة الإنسانية تتعرّض لـ”هجوم”
ميدانياً، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل السبت إصابة اثنين من موظفيها الأمريكيين في “هجوم” على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية جنوب القطاع.
أوضحت المؤسسة أن “الهجوم الذي نفذه بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأمريكيَّين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان”.
وأشارت إلى أنه “لم يُصب أي من عمال الإغاثة المحلّيين والمدنيين بأذى، والأمريكيان الجريحان يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرة، مؤكدة أن حياتهما ليست في خطر”.
وقد ألقت الولايات المتحدة، يوم السبت، باللوم على حركة حماس بشأن الهجوم على المنظمة، حيث حمّلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، “إرهابيي حماس” مسؤولية الهجوم.
قالت في منشور على موقع “إكس”: “إن هذا العمل العنيف ضد الأشخاص الذين يقدمون الإغاثة لسكان غزة يكشف فساد حماس”، مضيفة “لقد ساهمت المؤسسة بتوزيع أكثر من 62 مليون وجبة، ولن يوقف شيء هؤلاء العاملين الشجعان في مجال الإغاثة”.
فيما قال الجيش الإسرائيلي إن “المنظمات الإرهابية.. تواصل جهودها لتخريب توزيع المساعدات الإنسانية”.
وفي سياق متصل، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل باستشهاد 42 شخصاً السبت جرّاء الغارات الإسرائيلية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أنه ليس هناك تعليق على ضربات محددة في غياب إحداثيات جغرافية دقيقة.
أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل فجر الأحد، وفق ما أفادت وكالة رويترز، كما أشار الجيش إلى أنه اعترض “مقذوفتين” فوق الأراضي الإسرائيلية أطلقتا من جنوب قطاع غزة، في وقت سابق من يوم السبت.
اندلعت الحرب في غزة عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية، بينما تقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أسفر عن استشهاد أكثر من 57 ألف فلسطيني حتى الآن.