لم يرتكب الطفل كرم أي جريمة، بل كل ما فعله هو أنه حاول الدفاع عن نفسه أمام ما رآه قبيحًا، حيث قال بصوت طفولي غاضب لصديق زوج أمه “اخرج من هنا.. مش عايزك تيجي تاني”، وهذه الجملة كانت كفيلة بأن تضع حدًا لحياته البريئة. لم يكمل كرم عامه الخامس، وُلد لأبوين انفصلا بعد زواج دام نحو ست سنوات، وذهب كل منهما في طريقه، الأم “نور” اختارت أن تعيش مع رجل آخر، بينما الأب “مصطفى” لم يعد يسأل عن ابنه الوحيد.

مقال له علاقة: غلق باب التسجيل في المنحة المجانية لمبادرة “أشبال مصر الرقمية” يوم السبت المقبل
في قرية السنانية بدمياط، كانت الأم وطفلها يعيشان مع “علاء”، زوجها الجديد، ومنذ زواجهما، كانا يستضيفان صديق الأخير في منزلهما الذي تحول سريعًا إلى وكر لتعاطي المخدرات والسهرات المشبوهة. كان كرم يشاهد كل ما يجري، يرفضه ويحاول منعهم دون جدوى، وفي الليلة الأخيرة، عندما جاء صديق الزوج، بدأوا يتعاطون المخدرات ثم انغمسوا في وحل الموبقات، هنا جمع كرم شجاعته ووقف وسطهم، محاولًا طرد صديق زوج والدته، الذي لم يتحمل تلك الإهانة من طفل صغير.
مقال له علاقة: إنذار طارئ على سفينة المساعدات “مادلين” في طريقها إلى قطاع غزة
في لحظة، انتفض واقفًا، ورفع عصا كانت بجواره، وهاجم كرم بلا تردد، وكأن الصوت البريء هدد سلطته في بيت الفوضى، ضربة تلو الأخرى حتى خمد الصوت وسقط الجسد الصغير بلا حراك. الأم، التي فقدت مشاعر الأمومة، بدلاً من أن تسارع لإنقاذ طفلها، هربت تاركة المسكن، بينما اصطحب زوجها الطفل إلى المستشفى، مدعيًا أنه خاله وأن الطفل سقط من علو، لكن شك الأطباء في روايته دفعهم لاستدعاء الأمن.
تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بأن صديقه هو من ضرب الطفل دون قصد قتله، مبررًا ذلك بأن الطفل حاول منعهم، بينما اعترفت الأم بجريمتها التي وقعت “بالخطأ”، كما زعمت، بسبب تواجد طفلها أثناء تناولها المخدرات مع زوجها وصديقه، مما دفع الأخير إلى ارتكاب تلك الجريمة البشعة.