كيف غيّر شيكابالا حياتي وجعلني أشعر بالأمان في الملعب.. قصة مشجعة زملكاوية مع نجمها المفضل (صور)
في يوم اعتزال محمود عبدالرزاق شيكابالا، قائد الزمالك، شاركت المشجعة السودانية ترتيل عثمان قصة مؤثرة عن تجربتها مع العنصرية وكيف ساعدها الفهد الأسمر في تجاوز تلك الأزمة، ليصبح بطلها الأسطوري الذي لا يُنسى.

مقال له علاقة: اكتشف الأندية التسعة المتأهلة للبطولات الأوروبية من الدوري الإنجليزي
أجرى نبأ العرب حواراً مع ترتيل، حيث تحدثت فيه عن كواليس تجربتها مع العنصرية، وكشفت عن رد فعل شيكابالا عندما وجه لها رسالة خاصة.
فيما يلي تفاصيل الحوار.
عرّفي نفسك
أنا ترتيل عثمان، أعمل كمعالجة (ثيرابيست)، وقد حصلت على تعليمي في جامعة القاهرة.
وما علاقتك بكرة القدم؟
في الحقيقة، لم يكن لدي أي اهتمام بكرة القدم حتى تعرفت على شيكابالا.
وما هي قصة معرفتك بشيكابالا؟
عندما كنت صغيرة، في أول أسبوع لي في المدرسة، جاء إلي بعض الأطفال ينادونني: “شيكا شيكا شيكابالا، هات الجون وتعالى” ومنذ تلك اللحظة، أصبح اسم شيكابالا مرتبطاً بطفولتي، وحتى بعد أن كبرت، كان يُنادى عليّ في الشارع بلقب شيكا
وما الذي دفعك لمتابعة شيكابالا باستمرار؟
لأن شيكا كان بطلاً يشبهني، كان مختلفاً عن الصورة النمطية للأبطال، كان نموذجاً مختلفاً، شخصاً يشبهني في الشكل واللون، وفي نفس الوقت كان موهوباً وناجحاً، فشعرت بأنني أريد متابعة هذا البطل “بطل مختلف وشبهى”.
تحدثتِ سابقاً عن تعرضك للعنصرية، هل يمكنك مشاركتنا قصتك؟
العنصرية كانت موجهة لكل من بشرته داكنة، فجأة، يتحول اسمك الحقيقي إلى أسماء مثل: شوكولاتة، سمّارة، سوداء، أو حتى شيكابالا، ورغم أن البعض يظن أن هذا مجرد “هزار”، لكنه في الحقيقة شكل من أشكال العنصرية، لأنه انتقاص من الهوية وتقزيم للشخص لمجرد لون بشرته
أن يتم اختصاري في قالب لون فقط، هو أمر مؤلم وتجربة سيئة للغاية.
وما نصيحتك لمن يتعرض لمثل هذا النوع من العنصرية؟
أقول لهم: أنتم لستم وحدكم، ولستم أقل من أي أحد، وإذا كان المجتمع غير قادر على رؤية المشكلة، فنحن نستطيع التعرف عليها وفهمها والتحدث عنها
كيف ترين تعرض شيكابالا للعنصرية بسبب صورة مع أسرته؟
شيكا، على مدار سنوات، كان له نصيب الأسد من المعاملة المختلفة فقط لأنه داكن البشرة، منذ بدايته، من أول مدرب رفض إشراكه في الملعب، وحتى وهو نجم كبير، ظل يُعامل بشكل مختلف.
للأسف، لا يكون السبب شخصيته أو سلوكه، بل لونه فقط، وأعتقد أنه إذا كان المجتمع جاداً في مواجهة هذه المشكلة، فعليه أن يسمّي الأمور بمسمياتها.
ما تعرض له شيكابالا هو عنصرية، بكل وضوح، وهناك مليون موقف يؤكد ذلك.
لماذا قررت الحديث عن قصتك مع شيكابالا يوم إعلان اعتزاله؟
قررت كتابة قصتي عندما سمعت خبر اعتزاله، حزنت كثيراً، شيكابالا “أسطورتي الخاصة”، وكان هو الشيء الوحيد الذي كنت أتابعه بشغف منذ طفولتي وحتى مراهقتي.
ببساطة، من في مصر لم يُنادى عليه يوماً بلقب شيكا أو سمّارة أو شوكولاتة فقط بسبب لون بشرته؟
ما كان شعورك عندما نشر شيكابالا قصتك؟
عرفت من صديق لي، ولم أصدق، قضيت أربع أيام أدخل وأرى البوست وأخرج! أسطورتي نشر لي بوست؟ بالطبع سعيدة للغاية، فهذا شيء كبير جداً بالنسبة لي.
هل تتابعين مباريات الزمالك؟ ومتى بدأتِ ذلك؟
نعم، أتابع الزمالك، بدأت وأنا صغيرة، أول مباراة تابعتها كانت في عام 2010 ضد بترول أسيوط، وقتها أحرز شيكا هدفين.
وما هي أكثر مباراة تحبينها لشيكابالا؟
السوبر المصري بين الزمالك والأهلي عام 2016، هي المباراة الأقرب إلى قلبي.
وهل كنتِ تتمنين أن يعتزل شيكابالا؟
بصراحة؟ لا، طبعاً لا، لا أستطيع تخيل الزمالك بدون شيكابالا، وجوده في الملعب يشعرني بالأمان، هو ليس مجرد لاعب، بل “روح الزمالك”.
كلمة أخيرة لشيكابالا؟
يمكن لأنني كنت صغيرة ولوني مختلف، كان الإحساس بوجود شخص موهوب وناجح وشبهنا، يجعلني أشعر أنني لست أقل من أي أحد، وأنني أستطيع النجاح مثله.
يا شيكا… يمكن أن تكون قد علمتنا كرة القدم، لكن الأهم أنك علمتنا الانتماء والكرامة والوفاء، وعلّمتنا أن الشخص المختلف، حتى لو حاولوا إسكاته، يمكن أن يظل رمزاً.
كنت دائماً أكثر من مجرد لاعب، كنت صوتنا، والروح التي تسكن الزمالك، كل مرة لمست فيها الكرة، كنا نشعر أننا نحلم، وكل مرة حاولوا إسكاتك، كنت تعود أعلى.
وجع كبير أن نراك تبتعد، لكن فخر أكبر أن عشنا في زمنك، شكراً لأنك جعلتنا نحب الزمالك أكثر، ونفخر أننا من جيل شهد شيكابالا، لن تغيب، لأن الأسطورة لا تختفي، بل تتحول إلى حكاية تُروى من جيل إلى جيل.
وأتمنى أن يظل التاريخ يخلد اسمك، ليس فقط بسبب مهارتك في الملعب، ولكن لأن وجودك كان دافعاً كبيراً لنا جميعاً.