الشرقية – ياسمين عزت:

مواضيع مشابهة: اعتراضات برلمانية على تصريحات وزيرة التنمية المحلية حول قضايا الإيجار القديم
في بيت بسيط، مبني من الطوب الدبش ومسقوف بعروق خشبية، يواجه خطر تسرب الزواحف والأمطار، وسط الحقول الزراعية في إحدى قرى محافظة الشرقية، عاشت زينب مع طفليها، تؤدي دور الأب والأم في آن واحد، حيث افتقروا لأهم أساسيات الحياة، وجميعهم كانوا يسعون بجهد من أجل لقمة العيش التي بالكاد تكفيهم، وكما عاشت محرومة، انتهت حياتها بطريقة مأساوية في ريعان شبابها.
تعود تفاصيل مقتل زينب حسن العيداروسي، البالغة من العمر 37 عامًا، إلى قرية كفر أبو عجوة التابعة لمركز شرطة القنايات، وفقًا لما رواه أفراد عائلتها وطفلاها اليتيمان في حديث خاص لـ”نبأ العرب”، حيث نشب خلاف بينها وبين سيدة من القرية تُدعى إيمان، 32 عامًا، بسبب عدم دفع أجر طفل المجني عليها الذي كان يعمل بمخبز زوج المتهمة.
وفقًا لرواية أهل المجني عليها، كانت زينب تعيش مع طفليها “محمد وكريم” اللذين يبلغان من العمر 15 و10 سنوات، بعد وفاة زوجها قبل نحو 10 سنوات، وكانت تعمل بالأجر اليومي في الحقول والمنازل، سعيًا لتلبية احتياجات طفليها ونفسها بالحلال دون الحاجة لمد يدها للناس.
نظرًا لانخفاض دخل زينب، الذي لم يكن يكفي احتياجات الأسرة، سعى طفلها الأكبر للعمل بجانب دراسته، فهو طالب في المرحلة الإعدادية، ولحسن حظه أو سوءه، وقع اختياره على العمل في فرن “مخبز” بالقرية لدى شخص يُدعى “ع ال.”، حيث كان يتقاضى أجره اليومي مقابل 200 جنيه.
استمر الطفل في العمل لمساعدة والدته وشقيقه لمدة تزيد عن شهرين، وكان يتلقى أجره يوميًا، وعندما امتنع مالك الفرن عن دفع أجر 3 أيام بحجة أنه سيسددها لاحقًا، شعر الطفل بضغط الظروف المادية، حيث كانت الأسرة تعتمد على هذا الدخل اليومي، قائلاً: “اليوم الذي لا أعمل فيه، لا يوجد طعام”، وعندما طالب بالدفع، واجه الرفض والضغوط أثناء العمل، مما دفعه لعدم الذهاب إلى الفرن مرة أخرى.
لم يكن أمام المجني عليها سوى تقديم الشكوى لرد أجر طفلها، فتوجهت لمعاتبة زوجة مالك الفرن، مطالبةً بإجراء تسوية، إلا أن مشاجرة نشبت بينهما، ولم تستطع ردها بالقوة أو العتاب، فعادت إلى منزلها محطمة الأمل، ومن هنا بدأت الخلافات والمشاحنات بين الطرفين.
وأشار نجل المجني عليها إلى أن أسرة مالك الفرن كانت تضايقهم بكلمات جارحة طوال شهرين بعد الحادثة التي شهدتها القرية، وفي الأسبوع الأول من شهر يوليو الجاري، نشبت مشاجرة جديدة بين زوجة مالك الفرن والمجني عليها، وكانت هذه المشاجرة هي التي أدت إلى مقتل زينب على يد الأولى.
اقرأ كمان: إسرائيل تعتقل عناصر من حماس في عملية نوعية داخل سوريا
وفي تفاصيل الجريمة البشعة التي وقعت في قرية كفر أبو عجوة، ذكر نجل شقيقتها أنها كانت تعيش في منزلها على أطراف القرية، وفي يوم مقتلها، خرجت إلى القرية حوالي العاشرة مساءً لشراء “حاجة ساقعة” من محل بقالة، لكن فوجئت بالجانية تنتظرها، وهاجمتها، مما أدى إلى مقتلها خنقًا باستخدام طرحتها، ولم يقترب أحد لفض الاشتباك حتى لفظت المجني عليها أنفاسها الأخيرة.
تلقى مركز شرطة القنايات إخطارًا بوقوع جريمة قتل، حيث تم العثور على جثة زينب حسن، إثر المشاجرة بينها وبين السيدة الأخرى، وانتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى، حيث أمرت النيابة العامة بإجراء الصفة التشريحية لتحديد أسباب الوفاة، وقد تم تحرير المحضر 1255 لسنة 2025 مركز شرطة القنايات.