قصة حريق درب “أية” في الموسكي.. دقائق من اللهب في قلب السوق

تصاعدت النداءات، واهتزت المنطقة بأصوات الاستغاثة، قبل أن تملأ صفارات سيارات الإطفاء الأجواء، في محاولة لاحتواء الكارثة، عند الساعة التاسعة مساءً، تلقت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغًا عاجلًا من أحد المواطنين، يفيد بنشوب حريق ضخم في محل أحذية بدرب أية بالموسكي، وهو شارع يعج بالحركة والبضائع والمحال، ومبانٍ شاهقة لا تعرف الهدوء.

قصة حريق درب “أية” في الموسكي.. دقائق من اللهب في قلب السوق
قصة حريق درب “أية” في الموسكي.. دقائق من اللهب في قلب السوق

أدرك رجال الأمن خطورة الموقف سريعًا، خاصة أن العقار الذي يحتوي على المحل يرتفع لـ6 طوابق، والمحل نفسه مليء بمواد سريعة الاشتعال مثل الجلود والكرتون، في دقائق معدودة، وصلت 4 سيارات إطفاء إلى الموقع، وسط ذهول المواطنين الذين تجمعوا على بعد خطوات خلف السياج الأمني الذي فرضته قوات الشرطة لحمايتهم من أي خطر، كما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع تحسبًا لوقوع إصابات.

بدأ رجال الحماية المدنية في مواجهة النيران التي كانت تتسارع بفعل طبيعة محتويات المحل، لكن بخبرة ميدانية، نجح رجال الإطفاء في محاصرة الحريق، ومنع تسربه إلى باقي العقار أو العقارات المجاورة، وسط ظروف صعبة ومخاوف من انهيارات أو امتدادات مفاجئة، لم تكن الجهود رسمية فقط، فقد تعاون عدد من أصحاب المحال المجاورة بإخلاء أماكنهم وقطع التيار الكهربائي عن المحال المتاخمة، بينما تولى آخرون تحذير المارة وإبعادهم عن مكان النيران، في مشهد جمع بين الخوف والتكاتف الشعبي.

عقب السيطرة على الحريق، بدأت الأجهزة الأمنية فتح التحقيق في الواقعة، وشرع رجال المباحث في تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، والاستماع إلى أقوال العاملين بالمحل وشهود العيان الذين أكدوا أن الحريق اندلع فجأة دون أي سابق إنذار، كما انتقل فريق من المعمل الجنائي إلى موقع الحريق، لمعاينة بؤرة الاشتعال وتحديد أسبابه، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.