(بي بي سي).

ممكن يعجبك: برلماني يحذر من أن اقتحام المسجد الأقصى قد يجر المنطقة إلى فوضى عارمة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، عن نيته فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 30 في المئة على كل من المكسيك والاتحاد الأوروبي، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز الضغط لإبرام اتفاقات تجارية جديدة.
وذكر ترامب في رسالتين منفصلتين عبر منصته “تروث سوشال”، أن هذه الرسوم ستصبح سارية اعتبارًا من الأول من أغسطس/آب، مشيرًا إلى دور المكسيك في ما وصفه بـ”تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة”، بالإضافة إلى التفاوت في الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي.
تجاوزت النسبة المعلنة من ترامب 25 في المئة، التي تم فرضها سابقًا على السلع المكسيكية، كما أنها تتخطى أيضًا النسبة التي أعلنها في أبريل/نيسان والتي بلغت 20 في المئة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
ولم تقتصر الإعلانات على المكسيك والاتحاد الأوروبي فقط، بل قام ترامب منذ بداية الأسبوع بإرسال رسائل لأكثر من 20 دولة لإبلاغها بالرسوم الجمركية الجديدة.
كما تلقت كندا، الجارة الحليفة للولايات المتحدة، رسالة مشابهة حدد فيها ترامب نسبة الرسوم على سلعها بـ 35 في المئة.
كيف بدأت قصة الرسوم الجمركية؟
منذ عودته إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2025، أعلن ترامب فرض رسوم على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مما أحدث اضطرابًا في الأسواق المالية وأثار مخاوف من تدهور الاقتصاد العالمي.
وفي بداية أبريل/نيسان، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا لفرض “رسوم جمركية مضادة” على واردات بلاده من دول العالم بنسب متفاوتة، في خطوة أطلق عليها “يوم التحرير”، لكنه عاد ليعلن في 9 أبريل/نيسان عن تعليق تلك الرسوم لمدة 90 يومًا.
خلال تلك الفترة، واجهت إدارة ترامب ضغوطًا لإبرام اتفاقات مع الشركاء التجاريين، ورغم وعودها بالتفاوض، لم تعلن حتى الآن عن أي اتفاقات تجارية باستثناء اتفاقين مع بريطانيا وفيتنام، بالإضافة إلى تخفيض مؤقت للرسوم مع الصين.
كان من المفترض أن تنتهي المهلة في 9 يونيو/تموز الجاري، حيث كان الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى يستعدون لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية المحددة حاليًا عند 10 في المئة، لكن ترامب مدد المهلة حتى الأول من أغسطس/آب.
مواضيع مشابهة: عقوبات إتلاف بطاقات التعريف في قانون العقارات الموحد: كل ما تحتاج معرفته
ماذا كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي؟
في رد فعل أولي على إعلان ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي، حذر الاتحاد من أن هذه الرسوم قد تعطل سلاسل التوريد، لكنه أبدى استعداده لمواصلة العمل نحو اتفاق مع واشنطن.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في بيان، إن فرض هذه الرسوم سيؤثر سلبًا على الشركات والمستهلكين والمرضى على ضفتي الأطلسي، مؤكدة على استعداد الاتحاد للعمل نحو اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب، مع التحذير من اتخاذ “إجراءات مضادة متكافئة” عند الضرورة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعد رسومًا مضادة على منتجات أمريكية تصل قيمتها إلى نحو 21 مليار يورو، بعد أن فرض ترامب رسومًا منفصلة على واردات الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا العام، لكن تم تعليق هذه الرسوم حتى 14 يوليو/تموز، ولم يتخذ المسؤولون الأوروبيون أي إجراء لتمديد هذا التعليق حتى الآن.
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “استياء فرنسا الشديد” من إعلان ترامب، داعيًا الاتحاد الأوروبي للدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية، فيما دعت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايشه، إلى التفاوض “بشكل براغماتي مع الولايات المتحدة” للتوصل إلى حل يركز على نقاط الخلاف الرئيسية.
ماذا كانت ردة فعل المكسيك؟
وجه ترامب رسالة لنظيرته المكسيكية، كلاوديا شينباوم، أكد فيها أن المكسيك “تساعدني في ضبط الحدود، لكن ما تفعله غير كاف”، مشددًا على فرض تعريفات بنسبة 30 في المئة على السلع المكسيكية الواردة إلى الولايات المتحدة.
أعلنت الحكومة المكسيكية أنها تلقت التهديد الجديد خلال محادثات مع الولايات المتحدة، ووصفت الرسوم بأنها “اتفاق مجحف”، لكن رئيسة البلاد، كلاوديا شينباوم، أعربت عن ثقتها في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية.
وأشارت شينباوم إلى أن إجراء المفاوضات سيمكن المكسيك من الحصول على “شروط أفضل” بحلول الأول من أغسطس/آب، موعد تطبيق الرسوم الجديدة، فيما أكد وزيرا الاقتصاد والخارجية المكسيكيان أن الرسوم هي “اتفاق مجحف” وأنهم لا يوافقون عليها.