في واقعة تُدمي القلوب وتثير تساؤلات مؤلمة حول حدود الألم النفسي والإنساني، شهدت محافظة المنوفية جريمة صادمة كان بطلها أم، ورضيع لا يتجاوز عمره بضعة أشهر هو الضحية.

ممكن يعجبك: ترقب في أسواق النفط العالمية بسبب تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز
داخل منزل هادئ، تحول حوض الاستحمام إلى مسرح مأساوي، بعدما أقدمت الأم على إغراق طفلها عمدًا، وفقًا لما أفادت به التحقيقات الأولية، وبينما تم ضبط المتهمة واقتيادها للتحقيق، لا يزال السؤال يتردد في أذهان الجميع: هل كانت لحظة جنون؟ أم أن الأم فعلًا كانت فاقدة للوعي؟
نسرد عبر موقع “نبأ العرب” كواليس هذه الجريمة الصادمة، بدءًا من لحظات البلاغ الأولى، وحتى إحالة الأم إلى المحاكمة، في محاولة لفهم كيف تحول الحنان الفطري إلى فعل مأساوي بهذه الوحشية خلال السطور التالية:
– مأساة رضيع قتلته أمه في حوض الاستحمام.
من داخل إحدى القرى الهادئة التابعة لمركز شبين الكوم بالمنوفية، خرجت تفاصيل الجريمة التي هزت الشارع المصري، والتي باشرت النيابة العامة التحقيق فيها، وسط حالة من الذهول بين الجيران والمعارف.
– تأجيل محاكمة أم أغرقت رضيعها في “البانيو”.
قررت محكمة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، اليوم الأحد، تأجيل محاكمة أم قامت بإغراق نجلها الرضيع داخل حوض الاستحمام “بانيو” بحمام منزلهم، إلى جلسة الغد الإثنين لحين ورود تقرير الطب النفسي.
– إيداع المتهمة مستشفى الصحة النفسية.
كانت المحكمة قد أمرت بإيداع الأم مستشفى الأمراض النفسية والعصبية لمناظرة حالتها الصحية بعد قيامها بإغراق رضيعها في البانيو بناءً على طلب محامي الأم المتهمة.
– مصرع طفل غرقًا في البانيو.
تعود أحداث الواقعة إلى يناير 2025، حيث تلقى اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية إخطارًا من الرائد محمد المغربي رئيس مباحث مركز شبين الكوم، بتلقي بلاغ من مستشفى شبين الكوم بوصول طفل يبلغ من العمر 10 أشهر متوفيًا ادعاء غرق في البانيو، وتبين بالفحص والتحري أن الطفل يُدعى أحمد من قرية مليج، وتبين قيام والدته “ا.ع.م – ٣٨ سنة” بقتله بإغراقه في البانيو عمدًا.
– الأم تعترف بمحاولاتها المتكررة للتخلص من رضيعها.
اعترفت الأم خلال التحقيقات أنها لم تكن تريد هذا الابن منذ علمها بحملها به، وأنها حاولت الإجهاض أكثر من مرة أثناء فترة الحمل إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، وأقرت أنها حاولت التخلص منه بعد الولادة بإلقائه من الطابق الثاني، معللةً أن لديها طفلين ولا تتحمل مسؤولية طفل آخر.
– حوادث متكررة وزوج مصدوم.
كشفت التحقيقات أن الزوج يعمل في القاهرة، وكان يشك في الحوادث المتكررة التي تعرض لها نجله، لكنه لم يكن متأكدًا حتى صُدم باعتراف زوجته، وأرجعت الأم جريمتها إلى رغبتها في التخلص من الطفل نهائيًا قائلة: “كنت عايزة أشيل الرحم ومكنتش عايزة الطفل الأخير”
وهكذا، تحول جدران المنزل الذي يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا إلى مسرح لجريمة لا يستوعبها العقل، ويبقى الرضيع الضحية الصامتة في قصة أم ما زالت التحقيقات تسعى لكشف دوافعها الحقيقية.
شوف كمان: استعدادات مكثفة لمصر.. هل تستطيع تأمين احتياجاتها من الغاز خلال الصيف؟
بين التقارير الطبية والبحث في الحالة النفسية للمتهمة، ينتظر الجميع ما ستسفر عنه جلسات المحاكمة، في واقعة لن تُمحى من ذاكرة قرية كاملة، ولا من ضمير مجتمع بأكمله.