خلال حلقة من برنامج “أسئلة حرجة” الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، رئيس تحرير “مجموعة أونا الإعلامية” والتي تضم مواقع مثل نبأ العرب ويلا كورة والكونستلو وشيفت، تحدث الدكتور سعد الدين الهلالي عن مفهوم التنمر الديني، حيث قال: “التنمر الديني هو أن يراك شخص ما فيصيح في وجهك: ‘حالِق لِحيتك ليه؟ حلق اللحية حرام، ده إجماع آراء الفقهاء’، ثم يذكر لك رأي الشافعي ورأي المالكي، لكنه يتجاهل آراء أخرى مثل قول الشيخين من الشافعية: الإمام أبي محمد الجويني وأبي إسحاق الإسفرايني، والإمام القاضي عياض من المالكية، ورواية عن الإمام أحمد، وكلهم قالوا إن حلق اللحية ليس حرامًا، وإنما يعتمد على العادة والعرف، وبعضهم رأى أن الأمر يعود إلى السنة، وآخرون رأوا أنه واجب، مما يعني أن لديك ثلاثة آراء مختلفة.”

مقال له علاقة: وزيرة البيئة تؤكد أهمية محادثات القاهرة للمناخ كنموذج للشراكة الفعالة بين مصر وألمانيا
كما أضاف الهلالي: “عندما يكون الأمر هكذا ويكون اختلافهم رحمة، فإن من يتهم الآخر باتباع رأي شاذ أو يستنكر عليه أخذ الرأي الذي يتماشى مع العادة والعرف، أو يُصنف رأيًا ضعيفًا أو يتوافق مع هواه، فهذا هو التنمر الديني والفقهي.”
مقال مقترح: احتفال مميز باليوم العالمي لليوجا في الإسماعيلية يجمع عشاق الرياضة والروحانية
وفيما يتعلق بحجاب المرأة، قال الهلالي: “علينا أن نوضح للمرأة ما جاء في القرآن حول الحجاب، ولها أن تختار، فهل يمكن أن نكون أحرص على مسألة الحجاب من الله عز وجل؟”
وأضاف الهلالي: “قال الله عز وجل في مسألة الحجاب: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَٰلِكَ خَيْرٌ﴾، فهل حدد الشارع الكريم مكان السوءة أو تركها لأمر المتلقي؟ عندما يُكرمك الله ويخاطبك بكلام مُجمل، فهو يخاطب الناس بكلام شامل، وفي الآية الأخرى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وهذا أيضًا كلام مُجمل، فـ’إلا ما ظهر منها’ – هل هو العرف أم الحاجة أم الضرورة؟ التفسير هنا يعود إلى كلام الله وليس إلى كلام المفسرين.”
واستكمل: “أما الآية التي تقول ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾، فـ’الخمار’ في اللغة العربية يعني الغطاء، واسأل أي متخصص في اللغة العربية لن يخبرك أنه غطاء الرأس فقط، وأما ‘الجيوب’، فهي كل ما يثنّى مثل الصدر وتحت الإبط، ودور المفسرين هنا هو توضيح ما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وترك الاجتهاد لكل حالة على حدة، لأن الزي يتفاوت باختلاف الزمن وليس ثابتًا، وهذه مسائل عرفية وليست دينية.”
وفي الحلقة الثانية من بودكاست “أسئلة حرجة”، تناول الدكتور سعد الدين الهلالي عددًا من القضايا الفقهية الشائكة مثل التنمر الديني والفقهي، حكم الحجاب، حلق اللحية، ورأيه في تنبؤات ليلى عبداللطيف وغيرها من الموضوعات المثيرة للجدل.