مهرجان المسرح القومي يستعرض تطورات النصوص المسرحية وتجارب الكتاب الجدد في عالم المسرح المعاصر
شهدت الجلسة نقاشًا حيويًا حول تحولات النص المسرحي المعاصر، بمشاركة الكاتب أحمد الملواني، والكاتبة رشا عبدالمنعم، والدكتور رضا عطية، والدكتور محمود سعيد، وأدارها الشاعر والكاتب المسرحي السيد فهيم.

مقال له علاقة: محمد رمضان يتحدث عن لقائه مع تامر حسني في الساحل الشمالي والردود المثيرة (صور وفيديو)
تناول الدكتور محمود سعيد تجربة الكاتب السكندري ميسرة صلاح الدين من خلال ثلاثيته «ترام الرمل»، «بار الشيخ علي»، و«بير مسعود»، مؤكدًا أن المؤلف نجح في مسرحة المكان عبر أماكن درامية نابضة، ولغة تحتفي بالفضاء السردي.
وأشار إلى أن الاستخدام الشعري للّكنة السكندرية، وتجهيل الشخصيات، منح النصوص بُعدًا فلسفيًا وجمالياً، يضع المتلقي في قلب الحكاية.
طرح الكاتب أحمد الملواني شهادته حول النص الكوميدي، معتبرًا أن هناك أزمة حقيقية في النصوص الكوميدية المعاصرة، مشيرًا إلى تحولات هذا النوع من الكتابة منذ مرحلة بديع خيري ونجيب الريحاني وحتى ظهور مسرح التليفزيون والمسرح التجاري في الثمانينيات.
أكد أن النص الكوميدي اليوم يعاني غياب الكتابة الرصينة، في ظل اعتماد بعض الفرق على النجم والارتجال.
أشاد الدكتور رضا عطية بتجربة الكاتب محمد أبو السعود التي وصفها بـ”شديدة الثراء”، حيث مزج بين تقنيات السينما والموسيقى والتصوير داخل البناء المسرحي، كما في نص «6 أشباح تبحث عن ظل»، معتبرًا أن الكاتب أعاد تعريف شكل النص المسرحي من خلال تفكيك البنية التقليدية وإعادة صياغتها بلوحات ومؤثرات سمعية وبصرية.
قدّمت الكاتبة رشا عبد المنعم شهادة نقدية وفنية حول إشكاليات النص المسرحي، معتبرة أنه يقف بين الأدب والعرض المسرحي في منطقة رمادية تُربك عملية النشر والنقد، واستعرضت تجربتها من خلال نص «المرأة الفراشة»، مؤكدة أن التمرد على النمطية هو جوهر العملية الإبداعية.
في الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان «النص المسرحي الجديد: شهادات وتجارب»، استعرض عدد من الكتّاب تجاربهم الإبداعية، وهم: الكاتب سامح عثمان، الكاتبة صفاء البيلي، الكاتب محمد السوري، والكاتب محمد علي إبراهيم، وأدار اللقاء الدكتور عبد الكريم الحجراوي
مواضيع مشابهة: إيرادات “المشروع X” تتخطى 32 مليون جنيه في 8 أيام فقط!
عبّر الكاتب سامح عثمان عن تجربته في الدخول إلى عالم الكتابة من خلال عشقه للموسيقى، وخصوصًا العزف على الجيتار، ثم تحولت العلاقة إلى نصوص مكتوبة كانت بدايتها أغنيات، قبل أن يتحول إلى الكتابة المسرحية الغزيرة، مؤكدًا أن الكتابة المسرحية وسيلة للتعبير الذاتي عن الصراعات الداخلية.
شارك الكاتب محمد علي إبراهيم بتجربة بدأت منذ المرحلة الجامعية، متأثرًا بكتاب “البطل بألف وجه”، وتحدث عن نصه “زمكان” الذي جمع بين الأسطورة والخيال الشعبي مثل “أمنا الغولة”، مشددًا على أهمية عناصر اللغة، الحبكة، والشخصيات في أي نص مسرحي.
حملت شهادة الكاتب محمد السوري عنوان “بين مطرقة الإبداع وسندال الواقع”، ركز فيها على معاناة الكاتب المسرحي ماديًا ومجتمعيًا، وطرح سؤال الهوية، لماذا نكتب؟ ولمن؟، محذرًا من ابتعاد النصوص المعاصرة عن قضايا المجتمع، مما قد يؤدي إلى فقدان المسرح لروحه الحقيقية بعد سنوات.
استعرضت الكاتبة صفاء البيلي انتقالها من كتابة الشعر إلى النصوص المسرحية، عبر ولعها بالسير الشعبية، وقدّمت أكثر من عشرة نصوص مسرحية شعرية.
تحدثت عن تطور أسلوبها نحو التكثيف، مقارنة بالنصوص القديمة، وانتقدت نمط “ما بعد الدراما” الذي يحصر النص المسرحي في ورقات محدودة قائلة: “لا أستطيع الكتابة دون حكاية”
يُعد المحور الفكري أحد أبرز فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ18، برئاسة الفنان محمد رياض، ويقام في الفترة من 13 إلى 29 يوليو الجاري بالمجلس الأعلى للثقافة، ويتضمن 11 جلسة فكرية، إلى جانب ندوات المكرمين، ويناقش المحور عدة موضوعات تتقاطع مع مسيرة المسرح المصري، مثل: أثر السياقات السياسية والاجتماعية على الوعي الجمالي، التوجه المؤسسي، جماليات الجسد، تحولات الفضاء المسرحي وآليات الإنتاج، أشكال الخطاب النقدي، ويشهد مشاركة نخبة من نقاد وأساتذة المسرح والتاريخ، بهدف فتح أفق للحوار حول تحولات النص والعرض والوعي المسرحي في مصر