رحلة خالد وليد من ناشئي الأهلي إلى الاعتزال بعد صفقة بـ30 ألف جنيه ومعاناة الاكتئاب – حوار مثير
في عام 2008، بدأ النادي الأهلي رحلة جديدة مع حارس مرمى ناشئ يدعى خالد وليد، حيث تم التعاقد معه مقابل 20 ألف جنيه نقدًا، بالإضافة إلى معدات وكرات تقدر بـ10 آلاف جنيه، جاء خالد إلى “القلعة الحمراء” محملاً بالأحلام والطموحات، لكنه لم يكن يعلم أن مسيرته ستنتهي بعيدا عن الأضواء، وبقرار اعتزال مبكر نتيجة الاكتئاب والضغوط النفسية.

مقال له علاقة: تابع أحداث مباراة صن داونز وفلومينينسي لحظة بلحظة في مواجهة مثيرة بلا أهداف
أجرى “نبأ العرب” حوارًا مع خالد وليد، حارس الأهلي وأسوان السابق، الذي يروي فيه تفاصيل رحلته المليئة بالصعود والإحباط، وصولًا إلى قرار الاعتزال النهائي.
إلى نص الحوار:
البدايات: كيف بدأت لعب الكرة؟
بدأت مسيرتي في كرة القدم كلاعب ميداني، وليس كحارس مرمى، لكن ابن عمتي، الذي كان حارسًا في الأهلي وإنبي، ألهمني لتجربة اللعب في المرمى، فقررت أن أجرب، وبعد أسبوعين من التدريبات في نادي المعادي واليخت، تم اختياري.
شاركت مع فريق يفوقني عمرًا في بطولة نظمها الأهلي للناشئين، وظهرت بمستوى جيد، وتواصل الأهلي مع والدي، لكنه رفض انتقالي بسبب صغر سني.
كيف انتقلت إلى الأهلي في النهاية؟
بعد رفض والدي، أكملت مسيرتي مع المعادي واليخت، ورغم أن كرة القدم لم تكن أولوية في حياتي، إلا أنه بعد فترة قصيرة من وفاة والدي، شاركت في بطولة بالمقاولون العرب، وكان الأهلي ضمن مجموعتنا، وتألقني جعل مسؤولي الأهلي يتواصلون مع والدتي، وعندما عدت إلى المنزل، أخبرتني أن الأهلي تواصل معها، لم أصدق في البداية.
مقال مقترح: خالد الغندور يوجه رسالة نارية حول مستوى الأداء.. هل يستحق كل هذا الجدل؟
في اليوم التالي، أخبرني نادي المعادي واليخت بأنهم تلقوا 5 فاكسات من أندية مختلفة، سألوني عن رغبتي، فاخترت الأهلي.
صفقة انتقالك إلى الأهلي.. ما قيمتها؟
في عام 2008، وأنا في الثانية عشرة من عمري، انتقلت إلى الأهلي مقابل 30 ألف جنيه، 20 ألفًا نقدًا، و10 آلاف عبارة عن كرات ومعدات، كنت أغلى ناشئ في ذلك الوقت.
كيف كانت فترتك في النادي وما مشكلتك مع إكرامي الشحات؟
استمريت مع الأهلي من مدرسة الكرة حتى الفريق الأول، وحصلت على بطولة الكونفدرالية مع النادي، لكن مشكلة الأهلي تكمن في اعتماده على الحراس من الخارج، ولم يعتمد على حارس مرمى من الناشئين.
كان إكرامي الشحات مدربي في الناشئين، وشريف إكرامي حارس مرمى الفريق الأول، وكانت هناك صعوبة في صعود حارس مرمى إلى الفريق الأول، رغم أنني كنت مصنفًا كأفضل حارس في قطاع الناشئين، لكنني واجهت صعوبات بسبب عدم رضا البعض عني.
كنت في إجازة أسبوعين بالساحل الشمالي، وتواصل معي كابتن طارق سليمان ليخبرني أنني سأكون في مران الفريق الأول غدًا، عدت إلى القاهرة وكان الجميع سعيدًا، وعلمت أنني سأقيد في قائمة أفريقيا ضمن اللاعبين “تحت السن”.
لكن كابتن إكرامي طلبني في معسكر الناشئين، ومنذ تلك اللحظة لم أصعد للفريق الأول مرة أخرى، كما أنني لم أشارك مع فريقي حتى، وفي نهاية العام، رحلت عن الفريق.
ماذا حدث بعد فترة الأهلي وما سبب فشل انتقالك إلى سموحة؟
في البداية، لم تكن كرة القدم ضمن مخططاتي، ولكن بعد 8 سنوات مع الأهلي ومنتخب مصر، تغير الأمر، ووكيلي جلب لي عرضًا من سموحة، وأخبرني محمد يوسف بأنه أوصى بتأييدي في الأهلي ضمن الـ5 تحت السن، متعجبًا مما حدث معي.
تدربت مع سموحة أسبوعين وكنت سأوقع على العقود، لكنني فوجئت بأن فرج عامر قال لن نضم حراس مرمى، وانتهى القيد، ولم ألحق بأي ناد، وجلست 6 أشهر في المنزل أتدرب منفردًا في نادي المعادي واليخت.
بعد الـ6 أشهر تلقيت عرضين من الإسماعيلي ووادي دجلة.. لماذا اخترت الأخير؟
علي صقر، مدرب المعادي واليخت، أخبرني بأنه سيتواصل مع الوكيل نادر شوقي لجلب عروض لي، وبالفعل شاهدني نادر في إحدى المباريات الودية، وأخبرني بأنه سيجلب لي عرضًا.
تلقيت عرضًا من الإسماعيلي وأخبروني بجلب ملابسي وأوراقي من القاهرة للتوقيع، وعندما عدت إلى القاهرة، تلقيت اتصالًا من نادر شوقي يخبرني بعرض وادي دجلة، وبالفعل ذهبت ووقعت لأنه كان أقرب لي.
مع انضمامك إلى وادي دجلة كان عصام الحضري الحارس الأساسي.. فماذا حدث وما سر خلافكما معا؟
لعبت مع وادي دجلة 5 سنوات، وهو ناد محترم ومحترف، لكن مشكلتي الأزلية كانت مع عصام الحضري، فهو كحارس أسطورة، لكنه كان مؤذيًا خارج الملعب، مما جعلني أكره التمرين.
منذ اليوم الأول لي في وادي دجلة، كنت في 21 من عمري وعصام الحضري في 43، فلماذا لم يحتويني كما يفعل حراس المرمى الكبار، رغم أنني لن ألعب مكانه؟
في أول مباراة لي في الدوري الممتاز، كنا نلعب مع الإسماعيلي، وتعرض للطرد، فتحت لي الفرصة للعب، وقدمت مباراة جيدة، وفي المباراة الثانية، كنا نحتاج للفوز للمشاركة في أفريقيا، لكنه جاء لي قبل المباراة وقال لي: “هو أنت فاكر أنك كنت كويس قدام الإسماعيلي، هيمشوك الماتش الجاي”.
في “الخناقة” الشهيرة بينكما.. هل فعلا الحضري صفعك؟
كانت دائمًا هناك مشاكل بيننا، وفي فترة أحمد حسام ميدو، خلال التدريب “زقني” الحضري، لكن الإعلام تناول الأمر بشكل خاطئ، حيث قيل إنه صفعني، وهذا ليس صحيحًا، لأنني لن أقبل ذلك، وقد أوقفه ميدو وخصم مبلغًا ماليًا منه، وقيل لي “محدش هيجبلك حقك عشان ده عصام الحضري”.
كان إيقاف الحضري قبل يوم من مباراة الأهلي، وشاركت بدلاً منه، وظهرت بشكل جيد في المباراة.
بعدها انتقل الحضري إلى التعاون السعودي، وضم وادي دجلة محمود عبد المنصف ولعبنا معًا 3 سنوات.
لماذا رحلت عن وادي دجلة؟
تولى بابا فاسيليو تدريب الفريق، ولم أعلم لماذا لم يكن يحبني، وبعدها جاءت فترة كورونا، وخسرت 12 كيلو، وعندما عدنا أخبرني الإدارة أنهم لن يجددوا تعاقدي، رغم أنني كنت رابع كابتن في الفريق.
رحلت وتلقيت عرضًا من أسوان في الدوري الممتاز، لكنني عشت أصعب 4 سنوات في حياتي، كأنني عشت 40 عامًا.
ماذا حدث خلال فترتك في أسوان وما سبب اعتزالك كرة القدم في سن مبكر؟
في أسوان، حضرت مجلسين إدارات، الأول كان يحاول العمل بجد، وفي أول عام ممتاز كنا نهبط، جاء المجلس الجديد، ولعبنا معًا ممتاز ب، وكنا نسافر بالقطار دون علاج أو ملابس، صعدنا مرة أخرى للدوري الممتاز، وتلقيت عرضًا من زد، لكنني رفضت لأني أردت اللعب في الممتاز، وكان أسوأ قرار في حياتي.
كان هذا العام مع أيمن الرمادي ولم أشارك، وطلبت الرحيل لكنهم رفضوا، وهبطنا مرة أخرى، وكنا نحصل على مكافأة 1250 بعد المباراة فقط، وكانوا يتكفلون بتكاليف المواصلات للمباراة.
بعدها تعرضت لإصابة، وقررت الذهاب إلى القاهرة للعلاج، وظللت شهرًا بلا تشخيص، وعندما علمت أنني سأجري عملية جراحية، طلبت أموالي، لكنهم لم يعطوني، وقالوا لي أجريها على حسابك الخاص وبعدها “هات الفواتير”.
كانت تكلفة العملية والعلاج الطبيعي نحو 170 ألف جنيه، وبعد عام من المطالبات، قالوا لي المبلغ 70 ألف بعد خصم الضرائب، كنت نفسياً مدمرًا، أصبت بالاكتئاب وكرهت الكرة، صليت استخارة وقررت عدم اللعب مرة أخرى، فقد مررت بتجربة نفسية أصعب من الإصابات الجسدية.