حالة من الاهتمام الكبير أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تصريحاته حول أزمة سد النهضة، حيث أشار إلى إمكانية حل المشكلة بسرعة كبيرة.

شوف كمان: إحباط محاولة تهريب 25 طن من الدقيق المدعم إلى السوق السوداء في ضربة رقابية قوية
تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الإثنين، عن أزمة سد النهضة قائلًا: “لقد عملنا على ملف مصر مع جارتها المجاورة، وهي دولة كانت جارة جيدة وصديقة لنا، لكنها قامت ببناء سد أغلق تدفّق المياه إلى ما يُعرف بنهر النيل”
مقال له علاقة: إيران تهدد نظام عدم انتشار الأسلحة النووية من خلال أفعالها في المنطقة
وخلال اجتماعه مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، في البيت الأبيض، أضاف ترامب: “أعتقد أنني لو كنت مكان مصر فسأرغب في وجود مياه في النيل”، وتابع: “نحن نعمل على هذه المشكلة، لكنها ستحلّ، لقد بنوا واحدًا من أكبر السدود في العالم، على مقربة من مصر، والولايات المتحدة هي من موّلت السد، ولا أعلم لماذا لم يحلّوا المشكلة قبل أن يبنوا السد”
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة هي من موّلت السد، مضيفًا: “لا أعلم لماذا لم يحلّوا المشكلة قبل أن يبنوا السد.. لكن من الجميل أن يكون هناك ماء في نهر النيل، فهو مصدر مهم للغاية للدخل والحياة.. إنه شريان الحياة بالنسبة لمصر”، مؤكدًا: “سنعمل على حلّ هذه المشكلة بسرعة كبيرة، نحن نبرم صفقات جيدة”
بعد تصريحات الرئيس الأمريكي حول إمكانية حل مشكلة سد النهضة بسرعة كبيرة، يُطرح سؤال مهم وهو هل تنجح وساطة ترامب حقًا في إنهاء الأزمة؟
من جهته، يرى الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كثيرًا ما يتحدث بشأن إنهاء النزاعات والأزمات في المنطقة والعالم، بداية من الحرب الأوكرانية مرورًا بالحرب في غزة ووصولاً إلى أزمة سد النهضة، وذلك دون تحقيق أي نتائج إيجابية ملموسة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية في تصريحات لـ”نبأ العرب”، إلى أن ترامب كرر مرارًا أحاديثه بشأن إنهاء أزمة أوكرانيا الممتدة منذ فبراير 2022، وأنه قادر على التوصل لحل مع بوتين لكنه حتى الآن لم ينجح في ذلك بل زادت موسكو من حدة القصف على كييف في الفترة الأخيرة.
وأضاف الدكتور جمال سلامة: “حال حرب غزة لا يختلف كثيرًا عن حال حرب أوكرانيا، فالرئيس الأمريكي أكد أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ولكن الواقع الميداني يظهر خلاف ذلك”
وأكد “سلامة”، أن إثيوبيا قد دعت فعليًا إلى افتتاح سد النهضة في سبتمبر المقبل، وهو ما يقلل فرص التوصل لاتفاق بشأن الأزمة، متسائلًا: “ما هي الأوراق التي تمتلكها واشنطن للضغط على أديس أبابا لتغير وجهة نظرها والتفاوض بشأن الأزمة”
وأوضح أن حديث ترامب عن العمل مستقبلًا على إنهاء أزمة سد النهضة هو من باب الدعاية السياسية له لنيل مراده بالحصول على جائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى أن ترامب عاصر أزمة سد النهضة في ولايته الرئاسية الأولى والثانية دون تحقيق أي نتائج إيجابية، مما يعزز بأن التصريحات دعائية فقط.
ويعتقد “سلامة”، أن الرئيس ترامب لن يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا أو غزة أو حتى سد النهضة، مشيرًا إلى أنه حتى الحرب التي استطاع أن ينهيها (حرب إسرائيل وإيران) استخدم فيها الحل العسكري وأمر بشن ضربات أمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية.
واختتم تصريحاته بقوله: “ترامب يردد ليل نهار أنه قادر على إنهاء الأزمات في العالم.. ولكن دون جديد.. أفلح إن صدق”
تبقى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية حل أزمة سد النهضة، محل اختبار حقيقي أمام واقع سياسي معقد، فرغم نبرة الثقة التي تحدث بها ترامب، إلا أن المعطيات على الأرض، من استمرار تعنت إثيوبيا في ملف التفاوض، تقف عقبة أمام أي تحرك دبلوماسي فعّال.