مأساة هزت المنيا.. قصة رحمة وأشقائها الأربعة بالتفصيل الزمني

المنيا- جمال محمد:

مأساة هزت المنيا.. قصة رحمة وأشقائها الأربعة بالتفصيل الزمني
مأساة هزت المنيا.. قصة رحمة وأشقائها الأربعة بالتفصيل الزمني

في حادثة مأساوية جديدة هزت قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس في محافظة المنيا، توفيت اليوم الأربعاء الطفلة “رحمة نصر محمد” التي تبلغ من العمر 12 عامًا، لتكون الشقيقة الخامسة التي تفارق الحياة من أسرة واحدة، بعد تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ.

بعد هذه الفاجعة، تبقى الشقيقة الأخيرة “فرحة” تتلقى العلاج في مستشفى صدر المنيا، وسط قلق وترقب شديدين من أفراد الأسرة والقرية.

كانت “رحمة” وشقيقتها “فرحة” قد عادتا إلى المستشفى يوم الثلاثاء، بعد ساعات قليلة من خروجهما، وذلك لسماع شهادتهما حول حادث وفاة أشقائهما الأربعة، لكن النيابة العامة ألغت الإجراء، مما أدى إلى عودتهما إلى مستشفى مصر الحرة، ثم نُقلتا مرة أخرى إلى مستشفى الصدر بعد تدهور حالتهما.

روى علي محمد، عم الأطفال الستة، تفاصيل مؤلمة عن الساعات الأخيرة لـ”رحمة”، حيث أشار إلى أن حالتها كانت صعبة، واستمرت معها آثار القيء والسخونة.

وأكد أنه لم يتمكن من رؤيتها أو شقيقتها في اليوم الأخير، رغم وجوده في المستشفى، بسبب منع الزيارات بشكل كامل، حتى تم إبلاغ الأسرة فجرًا بوفاتها.

أضاف العم أن إدارة المستشفى أبلغتهم بتحويل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الجامعة لانتداب لجنة للتشريح، وذلك في محاولة لاستجلاء الأسباب الغامضة وراء هذه الوفيات المتتالية.

وعن تفاصيل ما حدث، قال العم: إن الأطفال كانوا بصحة جيدة، لكن بعد تناولهم وجبة طعام، شعروا جميعًا بحالة إعياء شديد، حتى الأب والأم، وتم نقلهم تباعًا إلى المستشفى، ليفارق أربعة منهم الحياة سريعًا، وسط ذهول الأطباء والأهالي

بدأت هذه السلسلة من الأحداث المؤلمة يوم السبت الماضي، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا بوصول ثلاثة أطفال في حالة مرضية شديدة إلى مستشفى ديرمواس المركزي، ووفاتهم في غضون ساعات قليلة، حيث كان هؤلاء الأطفال هم: محمد نصر محمد (11 عامًا)، عمر (7 سنوات)، وريم (10 سنوات)، كما دخل شقيقهم الرابع أحمد العناية المركزة، وتوفي لاحقًا بعد ساعات

بعد ذلك، نُقلت الطفلتان “فرحة نصر محمد” (14 عامًا) و”رحمة نصر محمد” (12 عامًا)، شقيقتا الأطفال الأربعة المتوفين، إلى مستشفى صدر المنيا، حيث وُضعتا تحت الملاحظة بعد ظهور أعراض مرضية عليهما.

وتقرر خروجهما يوم الاثنين الماضي للعرض على النيابة، لكن حالتهما تدهورت مرة أخرى، مما استدعى نقلهما مجددًا إلى مستشفى بمدينة المنيا، لتُفارق “رحمة” الحياة صباح اليوم الأربعاء.

وفي محاولة لكشف الغموض الذي يكتنف هذه الوفيات المتتالية، انتدبت وزارة الصحة لجنة من الطب الشرعي، وقامت بتشريح جثمان الطفل “أحمد” الذي توفي بعد أشقائه الثلاثة.

فى السياق ذاته، أصدرت وزارة الصحة بيانًا نفت فيه وفاة الأطفال بالالتهاب السحائي، بعدما انتشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تفيد وفاتهم بهذا المرض.

حتى اليوم، لم يتم الكشف عن أسباب الوفاة بشكل قاطع، مما يضيف إلى حالة الترقب والقلق الشديدين التي تعيشها أسرة المتوفين وقرية دلجا بأكملها.