في شوارع الملاعب الصغيرة بإحدى مدن الكاميرون، كان هناك طفل صغير يراقب كرة قدم تتدحرج أمامه، مثل باقي الأطفال في جيله، اندفع نحو الكرة حتى أمسك بها، ليصبح بعد حوالي 45 عامًا حارس القرن العشرين في أفريقيا.

مقال له علاقة: عصام الحضري يروي أسرار مشاركته في كأس العالم للأندية
الكاميروني أنطوان بيل، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، يُعتبر أحد أشهر حراس المرمى في القارة السمراء خلال القرن الماضي، بدأ مسيرته كما بدأ جميع اللاعبين، حيث وجد نفسه في الشوارع والملاعب الصغيرة وساحات المدارس، متتبعًا الكرة التي تتدحرج أمامه.
ممكن يعجبك: نجوم كرة القدم في لقطات مميزة.. محمد صلاح في الجيم والحضري مع ياسين بونو وقفشة وابنه
يقول أنطوان في حوار خاص لنبأ العرب: “كنت طفلًا ووجدت الكرة أمامي، حاولت اللحاق بها، وكلما أخطأت في لمسها ابتعدت الكرة أكثر، حتى تمكنت أخيرًا من الوقوف، الفرق هو أنني لم أتوقف أبدًا عن المتابعة”
عائلة أنطوان كان لها دور كبير في مسيرته الاحترافية، حيث لم يشعر الكاميروني بالغربة، ويقول: “بعد بيت العائلة، انتقلت إلى الشوارع والملاعب الصغيرة وساحات المدارس، ولم أعانِ من الابتعاد عن عائلتي، أولًا، تزوجت قبل أن أنتقل من فرنسا إلى أبيدجان، وثانيًا، كنت أعلم دائمًا أن النجاح يمر عبر هذا الطريق”
في عام 1983، انتقل أنطوان إلى الدوري المصري ضمن صفوف المقاولون العرب، وحقق إنجازًا تاريخيًا مع ذئاب الجبل، حيث نال بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس.
يتحدث أنطوان عن فترته في مصر قائلًا: “المهندس عصام عباس كان يدير المفاوضات من أجل انتقالي من أبيدجان إلى القاهرة، والجماهير كانت رائعة، كرة القدم شيء مميز، نادي المقاولون لم يكن لديه جماهير تقريبًا، حتى المسؤولون والموظفون كانوا يشجعون أندية أخرى، ومع ذلك، كنت أتلقى التحية والتقدير في الشوارع وفي كل مكان ذهبت إليه، هذا ما جعل إقامتي في مصر لا تُنسى”
لم تتوقف إنجازات الحارس، الذي اختاره الاتحاد العالمي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم كحارس مرمى القرن العشرين في القارة الأفريقية، على مستوى الأندية، حيث حقق بطولة أمم أفريقيا 1984 مع منتخب الكاميرون، بالإضافة إلى مشاركته في 3 نسخ من كأس العالم.
يرى أنطوان أن مشاركته في كأس العالم تُعتبر الإنجاز الأكبر، واختتم حواره قائلاً: “الذهاب إلى كأس العالم دائمًا يُعتبر إنجازًا عظيمًا، تمثيل بلده هو الشرف الأقصى لأي لاعب”