أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تعتمد في فتاواها بشأن مسائل مثل “الحقن المجهري” على آراء الأطباء المتخصصين في المجال الطبي، موضحًا أنه عندما يقرر الأطباء أن الأمر ممكن طبيًا، فإن المفتي يستند إلى هذا الرأي في إصدار الحكم الشرعي، بشرط وجود ضوابط تضمن عدم حدوث اختلال مجتمعي.
ممكن يعجبك: الحجاج في السعودية يرمون الجمرات الثلاث خلال أول أيام التشريق
وأوضح “عياد”، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” المُذاع عبر شاشة “إم بي سي مصر”، أن الحكم الشرعي في هذه الحالات يتأسس بناءً على الجوانب الطبية، مشيرًا إلى أن الفتوى تتداخل مع العديد من العلوم، مما يتطلب من المفتي أن يكون ملمًا بتلك الجوانب، كما أشار إلى أن المفتي يدرس علم الاجتماع حاليًا، لأن العديد من المشكلات التي تُعرض قد تحمل أبعادًا اجتماعية قد تكون غير واضحة لغير المتخصصين.
اقرأ كمان: الرئيس التركي يرحب بنظيره الإماراتي في زيارة رسمية إلى أنقرة
وأضاف مفتي الجمهورية، أن الحكم الشرعي ثابت، لكن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان والشخص والحادثة، مشيرًا إلى أن هذا التغير لا يُعتبر طعنًا في الفتوى السابقة، بل هو دليل على مرونة الدين الذي يسعى لتحقيق مصالح العباد، موضحًا أن ما يُعتقد أنه تناقض في الفتاوى هو في الواقع تطور فكري مبني على فهم الواقع وتغير المعطيات.
وشدد مفتي الجمهورية على أن الدين هو علم، لذا ينبغي التحقق من مصادر هذا العلم، مشيرًا إلى أن المفتي يجب أن يجمع بين العلوم الشرعية والعربية والإنسانية، كاشفًا عن أن المفتي في دار الإفتاء يدرس حاليًا المنطق والفلسفة، حيث يُعتبر المنطق قانونًا للفكر، بينما تساهم الفلسفة في تنمية القدرة على فهم الرأي والرأي الآخر وتعدد زوايا النظر.