وكالات.

مواضيع مشابهة: جيش الاحتلال يركز على مليون غزي في 3 نقاط حيوية في القطاع وفقًا لصحيفة هآرتس
في الأيام الأخيرة، تصاعدت حالة التوتر والقلق داخل البيت الأبيض تجاه تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خاصة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع في سوريا، والأحداث المتلاحقة في غزة والضفة الغربية.
وبحسب “أكسيوس”، فقد وصفت مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية نتنياهو بأنه “خارج السيطرة” و”يتصرف بجنون” بسبب الضربات الجوية المكثفة التي شنتها إسرائيل، مما أثار غضباً حتى داخل أروقة البيت الأبيض، حيث أشارت إلى أن هذه العمليات قد تُقوّض جهود إدارة ترامب في المنطقة.
كما أفادت التقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً بنتنياهو طالب فيه بتوضيح أسباب قصف كنيسة في غزة خلال الأيام الماضية، معبراً عن استيائه من تصاعد العمليات العسكرية، وقال مسؤول أمريكي لموقع “أكسيوس”: “الشعور السائد هو أن كل يوم جديد يحمل معه هذا الهراء”
تتزايد المخاوف في الإدارة الأمريكية من تصرفات نتنياهو التي اعتُبرت متهورة، حيث وصفه مسؤولون بأنه “كالطفل الذي لا يتصرف بأدب”، مطالبين بضرورة وقف التصعيد الذي قد يجر المنطقة لمزيد من عدم الاستقرار.
شهد الأسبوع الماضي في سوريا قصف إسرائيل لقافلة دبابات تابعة للجيش السوري كانت متجهة إلى مدينة السويداء، عقب اشتباكات عنيفة بين ميليشيات درزية وقبائل بدوية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 700 شخص، وزعمت إسرائيل أن الجيش السوري شارك في هجمات على الأقلية الدرزية، وهو ما نفته دمشق.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه قوله: “أرسلت دول مثل تركيا والمملكة العربية السعودية رسائل غاضبة إلى إدارة ترامب بشأن تصرفات إسرائيل، كما قدم عدد من المسؤولين الأمريكيين الرفيعي المستوى شكواهم مباشرة إلى ترامب ضد نتنياهو، ومن بين هؤلاء المسؤولين المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكلاهما من أصدقاء ترامب المقربين”
اقرأ كمان: صفارات الإنذار تعلن الطوارئ في إسرائيل نتيجة صواريخ إيرانية تثير القلق
طلب المبعوث الأمريكي توم باراك من الجانب الإسرائيلي التراجع عن موقفه لإفساح المجال لحل دبلوماسي، لكن إسرائيل صعدت ضرباتها لاحقاً، مستهدفة مقرًا عسكريًا قرب القصر الرئاسي السوري، مما دفع مسؤولين في البيت الأبيض للتعبير عن قلقهم من تأثير هذه العمليات على جهود إعادة الإعمار والسلام في سوريا.
في واشنطن، عبر مسؤولون كبار عن اعتقادهم أن الضربات تأتي بدوافع سياسية داخلية لنتنياهو، خاصة بسبب الضغوط من الأقلية الدرزية في إسرائيل، فيما وصف أحدهم الأمر بأنه “خطأ كبير على المدى الطويل”.
على الجانب الإسرائيلي، أعرب مسؤولون عن دهشتهم من رفض الإدارة الأمريكية للضربات على سوريا، مؤكدين أن ترامب شجع في بداية ولايته على توسيع النفوذ الإسرائيلي هناك، وأن الضربات جاءت بناءً على معلومات استخباراتية حول تهديدات للدرزيين.
أما في البيت الأبيض، فهناك قلق كبير من أن السياسة الإسرائيلية قد تزيد من عدم استقرار سوريا، وتؤدي إلى خسائر للطائفة الدرزية وإسرائيل على حد سواء.
وفقًا للموقع، يأتي هذا التصعيد في ظل توتر متصاعد بين إدارة ترامب ونتنياهو، حيث يبدو أن الأخير راهن على أنه يمكنه التصعيد دون أن يؤثر ذلك على علاقة بلاده بالولايات المتحدة، في حين أصبح مساعدو الرئيس الأمريكي أكثر وعيًا بتأثير التيارات اليمينية المتطرفة في السياسة الإسرائيلية.
في النهاية، لا تزال المنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار، مع استمرار المخاوف من أن تؤدي السياسات الإسرائيلية المتشددة إلى مزيد من التعقيد في الملف السوري والإقليمي.