شبح حرب غزة يلاحق إسرائيل لعقود قادمة وفقاً لتقارير التايمز

(بي بي سي).

شبح حرب غزة يلاحق إسرائيل لعقود قادمة وفقاً لتقارير التايمز
شبح حرب غزة يلاحق إسرائيل لعقود قادمة وفقاً لتقارير التايمز

تناولت الصحف البريطانية اليوم مجموعة من القضايا المهمة، من بينها استمرار الحروب في مختلف أنحاء العالم، وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها، بالإضافة إلى شبح حرب غزة الذي يطارد إسرائيل، وكذلك وضع الأفغان الذين تعاونوا مع الجيش البريطاني ويواجهون مخاطر جسيمة في بلادهم.

وفي هذا السياق، يشير ماثيو إلى أن الاعتداءات الوحشية على الأطفال كانت جزءًا من مخطط حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر، حيث نقل عن الباحث محمد أبو رمان من معهد السياسة والمجتمع في عمّان أن الشرق الأوسط يشهد في الآونة الأخيرة زيادة في التطرف نتيجة الأحداث في غزة.

تتفق هذه المعطيات مع ما أوردته مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى بأن “الشبكات الإرهابية” تعوض قتلى حماس بمعدل خمسة لواحد، ويتوقع أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت بعد خمسة أشهر من الدمار.

كما أشار الكاتب إلى تصريح من مسؤول أمني بريطاني نقلته وكالة رويترز، يفيد بأن غزة أصبحت أكبر مركز لتجنيد الإسلاميين المتطرفين منذ عام 2003، وحذر المركز الدولي لمكافحة الإرهاب من أن هذه الظروف تشكل حاضنة للجيل القادم من المتطرفين.

يجدر بالذكر أن تبرير إسرائيل لتفريغ غزة عبر قتل 60 ألف شخص وتدمير 92% من المباني وتجويع السكان هو أن هذه المجزرة ضرورية لدحر حماس.

وعند سؤالهم عن قتل 17 ألف طفل بريء وفقًا ليونيسيف، وكيف يساعد ذلك في إنجاز المهمة، يستشهدون بالحرب العالمية الثانية، ويقولون “لقد أجبرتم النازية على الاستسلام بقتلكم آلاف المدنيين الألمان، وعلينا أن نفعل الشيء نفسه في غزة”.

يقول الكاتب: “لم أتصور أنني سأسمع مبررًا ضعيفًا لشن الحرب على أسلحة دمار وهمية في العراق، ولكن هذا التبرير قريب جدًا منه، فالتطرف الإسلامي ليس فقط مختلفًا عن النازية بل هو عكسها تمامًا، إنه فيروس عابر للحدود يتغذى على المجازر”

ويضيف أن التطرف لا يمكن القضاء عليه بالقنابل، وإذا قررت إسرائيل أن تشن غارات ليس فقط على غزة بل على أفغانستان وعمان وباكستان والجزائر والبحرين وسوريا وبنغلاديش والمغرب وربما دول أخرى، فإن ذلك لن يجعلها أقوى بل سيضعفها أكثر من أي وقت مضى، فبعدما فقدت سمعتها في الشرق الأوسط، ها هي تفقد المتعاطفين معها في الغرب، ويتوقع الكاتب أن شبح حرب غزة الأخيرة سيستمر في مطاردة إسرائيل لمدة خمسين عامًا قادمة.

يتساءل سايمون عن سبب استمرار القتل والمجازر ضد المدنيين، رغم أن الجميع يتفق على أن قتل المدنيين أمر غير مقبول، فيرى أن السبب يعود إلى النسبية الأخلاقية.

يشير الكاتب إلى أن الحروب والنزاعات المسلحة أصبحت أمرًا اعتياديًا، ولا توجد مؤشرات على نهايتها، فحديث وقف إطلاق النار أو الهدنة في غزة ينتهي كما بدأ بالدموع، والحرب في أوكرانيا دخلت عامها الرابع رغم محاولات ترامب للتهدئة، وسوريا تعاني من النيران مجددًا، بينما الفظائع مستمرة في السودان، حيث وصلت النزاعات المسلحة العام الماضي إلى ذروتها بعدد 61 نزاعًا في 36 بلدًا، وهو أعلى رقم منذ عام 1946، وقد يكون هذا العام أسوأ من سابقه في المآسي والدماء.

يقول سايمون إن الجرائم التي تحدث في هذه الحروب فاقت كل التصورات، بما في ذلك الاستهداف المتعمد للمدنيين وترهيبهم، وقتل واختطاف الأطفال، واستخدام التجويع والعنف الجنسي والتعذيب والتهجير القسري أصبحت أمورًا اعتيادية.

يضيف أن قتل إسرائيل لأطفال غزة الأسبوع الماضي وهم يقفون في الطابور للحصول على الماء هو أمر فظيع، ولكننا اعتدنا على هذه المشاهد، ويتساءل الكاتب مرة أخرى: لماذا تستمر هذه المجازر رغم أن الجميع يتفق على أن قتل المدنيين أمر غير مقبول أخلاقياً؟

يرى سايمون أن السبب هو لعنة النسبية الأخلاقية، فليس جميع الناس متفقين على ما هو أخلاقي، وما تراه مجموعة غير مقبول، تراه مجموعة أخرى مقبولًا بل تبرره أحيانًا، وهذه حقيقة ثابتة في تاريخ البشرية.

العالم منقسم على أسس سياسية واقتصادية، ولكنه أيضًا منقسم أخلاقياً، وعليه فإن انهيار النظام الدولي القائم على قواعد يعكس، في نظر الكاتب، أزمة المنظومة الأخلاقية الدولية، وفي غياب مبادئ عالمية مقبولة، يصبح من الصعب تسوية النزاعات الدولية أو المحلية.

يشير في شرحه للمسألة إلى قول الكاتب الأمريكي ديفيد بروكس: “ليست لدينا معايير موضوعية نحكم بها على أن هذه النظرة صائبة والأخرى خاطئة”، ولذلك يستمر الجدل العام إلى ما لا نهاية، مما يؤدي إلى المزيد من السخط والاستقطاب