حكاية أكبر طالب ثانوية عامة في الإسكندرية.. كيف تحقق حلم محمد في سن 42؟

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

حكاية أكبر طالب ثانوية عامة في الإسكندرية.. كيف تحقق حلم محمد في سن 42؟
حكاية أكبر طالب ثانوية عامة في الإسكندرية.. كيف تحقق حلم محمد في سن 42؟

لم تكن محاولاته للعودة إلى التعليم سهلة، حيث سعى للالتحاق بالجامعة المفتوحة، لكن القدر اعترض طريقه مرة أخرى، اكتشف لاحقًا أنه مصاب بحساسية نادرة من اللحوم، وكانت تلك المفاجأة بمثابة إشارة له، أدرك من خلالها أن الله منعه من دخول مجال المطابخ لحكمة خفية، مما جعل هذا التحوّل لحظة وعي جديدة في مسار حياته.

توالت الصدمات في حياته، وكانت الأصعب حين انفصلت عنه زوجته، حيث بررت قرارها بأنه لا يحمل مؤهلًا دراسيًا، لكنه أشار إلى أن ذلك لم يكن مجرد فراق، بل كان بمثابة صوت داخلي يحثّه على النهوض، فاتخذ من تلك الجملة حافزًا قويًا للعودة إلى التعليم من جديد.

يستكمل “الحوفي” حديثه قائلاً إنه بالصدفة شاهد فيديو لوزير التربية والتعليم يتحدث فيه عن إمكانية التحاق من تجاوزوا الأربعين عامًا بالثانوية العامة بنظام المنازل، وكانت تلك اللحظة بداية فصل جديد من حياته.

بدون دروس خصوصية، اعتمد على الإنترنت و”يوتيوب” كمصدر تعليمي، حيث كان يوازن بين عمله في محل أقمشة وبين مذاكرته في أوقات الفراغ.

اليوم، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، يتطلع محمد للالتحاق بكلية الحقوق، ليس بحثًا عن وظيفة، بل ليؤكد أن الحلم لا يُقاس بالزمن، وأن العزيمة والإيمان يمكنهما إعادة ترتيب المصير، حين تصاحبهما الصبر والإرادة القوية.