سيدة تفارق الحياة بعد 10 ساعات تحت الأنقاض في انهيار عقار بأسيوط

أسيوط ـ محمود عجمي:

سيدة تفارق الحياة بعد 10 ساعات تحت الأنقاض في انهيار عقار بأسيوط
سيدة تفارق الحياة بعد 10 ساعات تحت الأنقاض في انهيار عقار بأسيوط

في مشهد مهيب اختلط فيه الصمت مع صفير سيارات الإسعاف، والرجاء مع صوت صرير الحطام المتناثر، تمكنت فرق الإنقاذ صباح اليوم الأحد من انتشال جثمان السيدة “فاطمة. ع. أ” التي تبلغ من العمر 77 عامًا، بعد أكثر من 10 ساعات من البحث المستمر تحت أنقاض العقار المنهار في منطقة الفواخير بحي غرب مدينة أسيوط.

– آخر المفقودين في الحادث

كانت “أم عبد النبي” كما يناديها الجيران، آخر المفقودين في الحادث، بعد أن سبقتها أنفاسها إلى السماء، بينما كانت فرق الحماية المدنية تحفر الأرض وتحارب الزمن في محاولة لإنقاذها حيّة، لكن القدر كان أسرع من الجميع.

– العقار الذي هوى بلا مقدمات

انهار العقار المكون من ثلاثة طوابق فجأة في الساعات الأولى من فجر الأحد دون أي إنذار مسبق، حيث استيقظ سكان المنطقة على دوي مرعب وسحابة من الغبار الكثيف غطت سماء الشارع الضيق.

تلقى بلاغ سريع لغرفة عمليات النجدة، مما أدى إلى تحرك أمني عاجل بقيادة اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، ومعه وحدات الحماية المدنية والإسعاف.

– ساعات من الحفر.. وقلوب تترقب

بدأت فرق الإنقاذ عملها وسط أنقاض متشابكة من الحديد والخرسانة، وكل لحظة تمر كانت تحمل معها أملًا في إنقاذ من تبقى.

تمكنت الفرق من إنقاذ ثلاثة أشخاص بأعجوبة وهم: عبدالنبي ز. ح (85 عامًا)، أحلام ع. ع (52 عامًا)، ميرنا ن. ح (20 عامًا)، حيث نُقلوا إلى مستشفى الإيمان العام مصابين برضوض وكدمات، وعيونهم تبحث عن “أم عبد النبي” التي لم تخرج بعد

– عدسات تلتقط المشهد الأخير

مع أول ضوء للصباح، تحولت منطقة الفواخير إلى مزار شعبي لمواساة الأسرة وتوثيق الكارثة.

كانت اللحظة التي انتُشل فيها جثمان فاطمة الأصعب، حيث حملها رجال الإنقاذ في هدوء ملفوفة في بطانية بيضاء، وملامحها لا تزال تحتفظ بسكون من عاش حياة بسيطة وانتهت بهدوء مفجع.

عدسات الصحفيين والمواطنين التقطت تلك اللحظة، والفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ملأت الأجواء بنشيج مؤلم.

– النيابة تبدأ التحقيقات

أُخطرَت النيابة العامة وبدأت تحقيقاتها على الفور، حيث قررت تشكيل لجنة هندسية للوقوف على أسباب الانهيار، وما إذا كان العقار مخالفًا أو مهملًا.

كما تم إخطار شركة الكهرباء والإدارة الهندسية لفحص العقارات المجاورة، في محاولة لتفادي تكرار الكارثة.

– أم عبد النبي.. ترحل في صمت

رغم أن “أم عبد النبي” كانت مجرد مُسنّة تعيش حياة هادئة في أحد بيوت الطوب، فإن رحيلها هزّ الحي بأكمله.

في وداعها، بكى الجميع: الجيران، رجال الإنقاذ، وحتى المصابون الذين نجوا من موت محقق