بي بي سي.

اقرأ كمان: محافظ القاهرة يتدخل لمتابعة انهيار عقار السيدة ويتخذ 3 إجراءات عاجلة لحماية السكان
رغم تأكيد الكاتب روس دوثات في مقاله بصحيفة النيويورك تايمز على أن لإسرائيل “قضيتها العادلة” في شن الحرب على غزة، إلا أنه يسلط الضوء على نقاط يراها تُخل “بعدالة الحرب” في هذه المرحلة.
وفي هذا السياق، أصبحت الطائرات المسيّرة جزءًا أساسيًا من الحروب الحديثة، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعدل سياستها في تبني هذه التكنولوجيا ضمن استراتيجيتها العسكرية، وهو ما يتناوله مقال افتتاحي في وول ستريت جورنال عقب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بهذا الخصوص.
أما في بريطانيا، فقد أثار إعلان جيريمي كوربن عن تأسيس حزب جديد تساؤلات بين المحللين، ويتساءل جون رينتول في صحيفة الإندبندنت عما إذا كان رئيس الوزراء ستارمر سيتبع نهج ماكرون في فرنسا لإفشال فرص كوربن في الانتخابات القادمة.
نبدأ من صحيفة النيويورك تايمز، حيث يناقش دوثات ما يراه “جوانب ظالمة” في الحرب الإسرائيلية على غزة، رغم تصوره لحركة حماس كـ “عدو همجي”.
لا يتردد الكاتب في التعبير عن رأيه بشأن “عدالة قضية” إسرائيل، مشيرًا إلى أن حماس تمثل “منظمة إرهابية متوحشة” تضطهد شعبها وتحتجز رهائن، مما يشكل خطرًا على إسرائيل طالما أنها في السلطة.
يتوسع الكاتب في إدانة حماس، مؤكدًا أن الخسائر المدنية في الحرب مرتبطة بـ “رفض حماس الالتزام بقوانين الحرب”، ويشير إلى استعدادها لقبول “وقوع مجاعة” بدلاً من التخلي عن السيطرة على المساعدات الإنسانية.
لكن دوثات يرى أن الحرب التي تخوضها إسرائيل أصبحت “حربًا ظالمة”، حيث يجب أن تتضمن الحرب العادلة “التزامًا بالامتناع عن بعض التكتيكات العسكرية” إذا كانت ستؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة، خاصة في ظل سقوط ضحايا مدنيين نتيجة الضربات العسكرية.
يلخص دوثات أوجه “فشل” إسرائيل في الحرب في ثلاثة جوانب، الأول يتعلق بالضحايا المدنيين، حيث يوضح أن تقييم هذا الجانب يكون صعبًا في ظل حرب مطولة تدور داخل مدن “تتغلغل” فيها حركة حماس، مما يؤدي حتمًا إلى معاناة المدنيين، ويشير إلى أن الجنود في مثل هذه الحروب قد يرتكبون “أخطاء فادحة”.
أما الجانب الثاني، فيتعلق بالوفيات الناجمة عن الجوع في قطاع غزة، حيث يرى أن إسرائيل “اتخذت خيارًا استراتيجيًا” للفصل بين توزيع الغذاء ونظام حماس، مشددًا على أنه إذا أدى ذلك إلى “موت الأطفال جوعًا”، يجب على “الدولة المتحضرة” اتخاذ خيارات أخرى.
الجانب الثالث في “عدم عدالة” حرب غزة حاليًا يتعلق بوجود خطة معقولة للسلام بعد الحرب، وهو ما يفتقر إليه الوضع الحالي، ورغم ذلك يُبدي الكاتب انفتاحه على إمكانية أن تؤدي الحرب إلى “نتيجة لائقة”، خاصة مع احتمال تدهور أوضاع حماس.
يتوقع دوثات نهاية مختلفة للصراع، تتمثل في “تراجع إسرائيل في حالة من الإرهاق”، وقبول حقيقة أن “نوعًا من التهديد الإرهابي” سيستمر لسنوات قادمة، ويختتم بالقول إن الاستمرار في القتال لعام آخر يعد “إهدارًا غير عادل للأرواح”.
حرب المسيّرات: البقاء لمن يواكب أسرع
في صحيفة وول ستريت جورنال، نقرأ مقالًا يناقش إعلان وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغيسيث، عن تغيير جذري في سياسة الجيش الأمريكي بشأن الطائرات المسيّرة.
ظهر هيغسيث في مقطع فيديو عبر منصة إكس، حيث وقف أمام مبنى البنتاغون، محاطًا بطائرات مسيّرة صغيرة، متحدثًا عن خطط لـ “إطلاق العنان للهيمنة الأمريكية في مجال الطائرات المسيّرة”.
Unleashing U.S. Military Drone Dominance.
— Secretary of Defense Pete Hegseth (@SecDef).
مواضيع مشابهة: أمن القاهرة يشن حملة على مركز تعليمي مخالف في مدينة بدر
تقتبس الصحيفة عن مذكرة صدرت عن هيغسيث، حيث أشار إلى أن الطائرات المسيّرة “هي أعظم الابتكارات في ساحات المعارك”، وهي مسؤولة عن معظم الخسائر في أوكرانيا هذا العام.
تهدف مذكرة البنتاغون إلى “مساعدة القوات الأمريكية على استيعاب الدروس وتسريع وتيرة التحول” فيما يتعلق بالطائرات المسيّرة، مع إلغاء “البيروقراطية التي أعاقت الإنتاج”.
ترحب الصحيفة بهذه المذكرة، معتبرة أنها تصعيد خطابي يتعلق بالابتكار التكنولوجي، وتذكر برنامجًا طرحته إدارة بايدن لمواجهة التهديد العسكري الصيني بتكلفة منخفضة، لكنها تؤكد أن تطوير الطائرات المسيّرة لن يكون بديلًا عن تعزيز عدد القوات وتنويع ترسانة الأسلحة الأمريكية.
تعتبر الصحيفة أن مذكرة البنتاغون تمثل تذكيرًا بأن الدعم الأمريكي العسكري لأوكرانيا “لم يكن بالمجّان”، حيث إن الدروس المستفادة من الجيش الأوكراني قد تنقذ أرواح الجنود الأمريكيين في المعارك المستقبلية.
تختتم الصحيفة بالإشادة بالإدارة الأمريكية التي تسعى لجعل الجيش الأمريكي متماشيًا مع التغير التكنولوجي السريع، وترى أن ذلك يمثل “إشارة مهمة للمستثمرين في تكنولوجيا الدفاع” بشأن جدية البنتاغون في شراء المعدات المبتكرة.
ستارمر حين يتعلم من ماكرون
في صحيفة الإندبندنت، يناقش الكاتب جون رينتول تداعيات إعلان جيريمي كوربن عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم “حزبكم”، بالشراكة مع النائبة المستقلة زارا سلطانة، كما يتناول الاستراتيجية المتوقعة لرئيس الوزراء كير ستارمر في التعامل مع الحزب الجديد خلال الانتخابات القادمة.
يلقي الكاتب الضوء على التناقضات التي رافقت تصريحات كوربن وسلطانة عند إعلان تأسيس الحزب، مشيرًا إلى أن هذه التناقضات تعكس الفشل التنظيمي لما أسماه “التيار الكوربني”.
ورغم ذلك، يرى الكاتب أن هناك جوانب أخرى تتجاوز مسألة الفشل، حيث قد تلقى “النسخة الناعمة” من أفكار كوربن دعمًا محتملاً إذا استطاعت “قمع” بعض الأفكار المتعلقة بالماركسية و”ازدراء بريطانيا”.
يشير رينتول إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب الجديد سيحظى بدعم من حزب الخضر اليساري، إضافة إلى اجتذاب الناخبين من حزب العمال، مما يعني أن على حزب العمال أن “يأخذ هذا التهديد على محمل الجد”.
يتوقع الكاتب أن يتبع ستارمر استراتيجية الاستقطاب، بالتصدي لنايجل فاراج، السياسي اليميني من حزب الإصلاح، لجذب الناخبين الذين يرون في فوز فاراج تهديدًا لهم، وإذا نجح ستارمر في تصوير الانتخابات على أنها منافسة بينه وبين فاراج، فستكون هذه “الطريقة المُثلى لكسب أصوات مؤيدي كوربن وسلطانة، وأصوات حزب الخضر، وحتى أصوات الديمقراطيين الليبراليين والمحافظين”.
يرى الكاتب أن هذه الاستراتيجية اتبعها الرئيس الفرنسي ماكرون من قبل، حين تصدى للمرشح اليساري جان لوك ميلونشون، واستطاع عبر ذلك حصد أصوات ائتلاف من الرافضين لفوز لوبان.
إذا حُصرت الانتخابات بين حزب العمال بزعامة ستارمر وحزب الإصلاح بزعامة فاراج، فإن التصويت لحزب كوربن الجديد سيكون بمثابة تصويت لفاراج، وهو ما يدركه المناهضون لحزب الإصلاح.
يُنهي الكاتب بالقول إن توحيد الناخبين الذين يميلون عادة للتصويت لحزب المحافظين أو الليبراليين أو الخضر أو من يؤيدون كوربن، ضد فاراج، قد تكون رسالة “قد تجدي نفعًا مع ستارمر”.