جنوب سيناء – رضا السيد:
مواضيع مشابهة: أوكرانيا وروسيا تتصاعدان في التوتر بعد محادثات لإنهاء الحرب وتبادلان الهجمات بالطائرات المسيرة
في عمق الوديان الصخرية وتضاريس جبال سانت كاترين الوعرة، ينمو نبات يبدو بسيطًا في شكله، ولكنه يحمل سرًا لم تكتشفه المدن الحديثة بعد، إنه “العجرم”، ذلك النبات الصحراوي الذي يعرفه البدو جيدًا، فهو ليس مجرد عشب عادي، بل يُعتبر أقوى منظف طبيعي في البيئة الجبلية.
وفي حديثه لـ “نبأ العرب”، يشير الشيخ جميل عطية، خبير النباتات الطبيعية بسانت كاترين، إلى أن “نبات العجرم هو صابون العرب، نستخدمه منذ زمن بعيد في تنظيف الملابس، حيث تتفوق قوته في إزالة البقع على المساحيق الصناعية، بل تفوقها أحيانًا، دون أن تضر البيئة أو الجلد.”.
شوف كمان: سوريا تفتح أبواب المواقع النووية أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق الشفافية والأمان النووي
هذا النبات العجيب لا يُزرع ولا يُروى، بل ينبت تلقائيًا في صحراء سيناء، ويزدهر قبل جميع النباتات الأخرى، حيث يصل إلى ذروة نضارته في فصل الشتاء بعد أن تمتلئ سيقانه بالماء، بينما تذبل أطرافه مع بداية الصيف، وفقًا لما قاله عطية.
ويضيف جميل أن البدو يستخدمون العجرم بطريقتين، إما طازجًا، حيث يُقطف من الجبل ثم يُدق حتى يتحول إلى عجين، ويُوضع مباشرة في الغسالات لتظهر رغوته القوية، أو يُجفف ويُطحن ليصبح مسحوقًا يُستخدم بديلًا عن مساحيق الغسيل المعروفة.
لكن “العجرم” ليس الوحيد في كنوز سانت كاترين، فالمنطقة التي وصفها جميل بـ “المعمل الطبيعي المفتوح” تزخر بعشرات الأنواع من النباتات الطبية والعطرية، التي ما زالت تنتظر من يكتشف قيمتها ويحوّلها إلى منتجات دوائية أو تجميلية أو منزلية.