شهد د. إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، الجلسة الختامية للحلقة النقاشية حول مشروع “منتدى التراث للجامعات – القاهرة التراثية” تحت عنوان “القاهرة التاريخية – رؤية متكاملة لمستقبل مستدام”، بحضور اللواء إبراهيم عبدالهادي، نائب المحافظ للمنطقة الغربية، وخالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، ونوريا سانز، المدير الإقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، ومحمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وجمال مصطفى، مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وكريم محسن، نائب رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة.

اقرأ كمان: المحامي محمد حمودة يكشف تفاصيل اختطاف نوال الدجوي واستيلاء حفيداتها على إرثها
أكد إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن تنظيم “منتدى التراث للجامعات” يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الحفاظ على التراث المصري وصون الهوية التاريخية للقاهرة، كونها واحدة من أهم المدن التراثية عالميًا، مشيرًا إلى أن الملتقى يعد ثمرة تعاون مثمر بين منظمة اليونسكو والمجلس الأعلى للآثار لتطوير وإدارة القاهرة التاريخية، حيث يشمل تطوير مناطق مهمة مثل الفسطاط والجمالية والدرب الأحمر والقلعة وشرق القاهرة والأزهر.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن وثيقة عمل مشروع اليونسكو تتضمن مقترحات مبتكرة شارك في إعدادها 85 طالبًا وباحثًا من ثمان جامعات، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة، بهدف دعم خطة تطوير القاهرة التاريخية وتحقيق مستقبل حضري مستدام.
وأضاف محافظ القاهرة، أن انعقاد المنتدى في هذا التوقيت يعكس اهتمام الدولة المصرية المتزايد بملف حماية التراث العمراني والمعماري، وحرصها على إشراك الأجيال الجديدة في هذه المهمة الوطنية النبيلة، فالجامعات المصرية تمتلك عقولًا شابة ومبدعة قادرة على تقديم أفكار وحلول مبتكرة تسهم في حماية وتطوير تراثنا التاريخي بما يتماشى مع متطلبات العصر، ويحافظ على أصالته.
وأكد محافظ القاهرة، أن هذا المنتدى يمثل فرصة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والجهات التنفيذية والهيئات الدولية، لضمان تضافر الجهود في حماية وصون التراث الفريد الذي تزخر به القاهرة التاريخية، مشيرًا إلى استعداد المحافظة للتعاون في تنفيذ المشروعات المقترحة ودعمها.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن القاهرة تعد إحدى المدن الإبداعية المسجلة في اليونسكو، لما تمتلكه من حرف تراثية أصيلة، ويأتي هذا ضمن اهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية باسترجاع الهوية الوطنية للحرف التراثية مثل النقش على النحاس وفنون الأرابيسك، التي تمثل هوية ثقافية وفنية عريقة.
تعمل الدولة على استعادة مفهوم الحفاظ على هذا التراث عبر التواصل مع شيوخ الحرف وتشجيعهم على نقل خبراتهم للأجيال الجديدة من خلال مجتمعات تعليمية متخصصة، وتحفيز الشباب على تعلم هذه المهن التي تأثرت بالحداثة والعولمة، حيث تسهم عوامل إيجابية في دعم هذه الحرف، مثل ارتفاع الوعي الثقافي، وتنشيط السياحة الحرفية، والمبادرات الحكومية، والاستفادة من التكنولوجيا في التسويق الرقمي، فضلًا عن دور المجتمع المدني في التدريب والتوثيق، والحفاظ على استمرارية هذا التراث.
شوف كمان: إيران تعلن عن تهديدات بحجب الإنترنت وحظر استخدام الأجهزة الذكية للموظفين المدنيين
وثمن محافظ القاهرة، الدور المتميز لمنظمة اليونسكو في التعاون مع محافظة القاهرة منذ عام 1979 بعد إدراج القاهرة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي، متطلعًا للمزيد من التعاون في مجالات حماية التراث بالقاهرة، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد فيها المدينة طفرة كبيرة في إعادة رونقها القديم.
وأضاف محافظ القاهرة أن اهتمام الدولة المصرية بملف الحفاظ على التراث القومي يستهدف الحفاظ على القاهرة التاريخية بما تجمعه من حضارات من عصور مختلفة، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية لتنفيذ التنمية المستدامة الشاملة في “رؤية مصر 2030″، وتحقيقًا لأهدافها المتنوعة للارتقاء بجودة حياة المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم، ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، وتعزيز الاستثمار السياحي، حيث نفخر جميعًا بأن القاهرة عمرها 1056 عامًا، توسعت فيها العاصمة جغرافيًا وسكانيًا، وضمت أشكالًا متنوعة من الثراء الثقافي والتراث الإنساني والقيم المجتمعية منذ تأسيسها في 6 يوليو 969 ميلادية وحتى اليوم.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن القاهرة في القرن الحادي والعشرين تستأنف وتستكمل تلك المسيرة بشكل غير مسبوق، من خلال إعادة التخطيط بشكل استراتيجي ورؤية متكاملة، حيث نعمل على محورين، الأول هو الحفاظ على التراث من خلال تطوير القاهرة التاريخية، والثاني هو تحقيق التنمية والتطوير واستكمال مشروعات البنية التحتية، لذا فإن احتفالنا اليوم يعبر عن تغير إيجابي في منهج تطوير الآثار بالتعاون مع الجهات الدولية والسلطات المحلية، مع تفعيل آلية تعاون تجمع بين الشباب الأكاديمي لتحقيق تنمية مستدامة لتلك المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي، والاستفادة منها كمناطق تاريخية ثقافية سياحية تلعب دورًا هامًا في تنمية الأنشطة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والفنية للمواطنين والزوار والسائحين.
أكد محافظ القاهرة أن المحافظة لا تدخر جهدًا لدعم كل المبادرات والمشروعات التي تسهم في جعل القاهرة متحفًا مفتوحًا، يعكس قيمتها الحضارية ويجذب المزيد من الزائرين من أنحاء العالم.
وشدد محافظ القاهرة على أن المحافظة ستظل شريكًا فاعلًا في جميع الجهود الوطنية للحفاظ على تراثنا بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، سعيًا لتحقيق رؤية الدولة في التنمية المستدامة، ولتبقى القاهرة دائمًا أيقونة التاريخ والحضارة.
وثمن محافظ القاهرة دور اليونسكو، ووزارة السياحة والآثار، والجامعات التي تعمل على التنمية المجتمعية للمناطق المحيطة بالقاهرة التاريخية، وتطوير مسارات الزيارة لرواد هذه المناطق، وتعزيز فكرة التنمية المستدامة في هذه المناطق، ودور صندوق التنمية الحضرية في توفير فرص للاستثمار.