حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بخيانة تعهداتها بسبب الورقة الأمريكية

وكالات.

حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بخيانة تعهداتها بسبب الورقة الأمريكية
حزب الله يتهم الحكومة اللبنانية بخيانة تعهداتها بسبب الورقة الأمريكية

اعتبرت كتلة حزب الله البرلمانية أن تبني رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام للورقة الأمريكية يعد انقلابًا على التعهدات التي التزم بها في البيان الوزاري، وأكدت الكتلة أن الاستعجال المريب من الحكومة ورئيسها في تلبية مطالب واشنطن يعد مخالفة للميثاق الوطني ويضر باتفاق الطائف، الذي وقعته الأطراف اللبنانية برعاية سورية سعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية.

ودعت كتلة حزب الله الحكومة اللبنانية إلى تصحيح المسار الذي انزلقت إليه من خلال تلبية الطلبات الأمريكية التي تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وكشف مصدر في تصريحات له يوم الأربعاء أن الورقة التي قدمها المبعوث الأمريكي للبنان توماس باراك تتضمن جدولًا زمنيًا لتسليم سلاح حزب الله على مراحل، بدءًا من الأسلحة الثقيلة وصولًا إلى الخفيفة.

وأشار المصدر إلى أن الورقة الأمريكية طالبت بالإسراع في ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وكذلك مع إسرائيل، كما أكدت على التزام جميع الأطراف في لبنان بوقف الأعمال العدائية وتنفيذ القرار 1701 بعد تسليم السلاح، موضحًا أن الورقة دعت للتخلص التدريجي من الوجود المسلح لجميع الجهات غير الحكومية في لبنان، بالإضافة إلى مقترحات لدعم إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعزيز الازدهار الاقتصادي.

وأوضح المصدر أن الورقة الأمريكية طالبت بتقديم دعم دولي إضافي للأجهزة الأمنية اللبنانية، وبشكل خاص للجيش اللبناني، ودعت لعقد مؤتمر اقتصادي يشارك فيه أمريكا وفرنسا والسعودية وقطر وأصدقاء آخرون للبنان دعمًا للاقتصاد اللبناني.

ونوّه المصدر إلى أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قدم للحكومة ورقة مختلفة عن الورقة الأمريكية لمعالجة ملف سلاح حزب الله، مشيرًا إلى أن خطة بري ترتكز على التزام إسرائيل ببنود القرار 1701 أولًا بعد التزام لبنان به، وذكر أن بري دعا لدراسة استراتيجية دفاعية جديدة تحافظ على قوة لبنان وتمنع الاعتداءات عليه مستقبلًا.

وأكد المصدر أن هناك حوارات وزيارات متبادلة بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، لكنها لم تسفر عن نتائج واضحة حتى الآن، لافتًا إلى أن وزراء شيعة، يصل عددهم إلى خمسة بعد عودة وزيرين من السفر، سيشاركون غدًا في جلسة الحكومة، لكنهم سيطرحون تأجيل اتخاذ أي قرار بخصوص موعد نزع السلاح، موضحًا أنهم يعتزمون الانسحاب من الاجتماع في حال رفض طلبهم.

وحذّر المصدر من أن خيارات أمريكا في حال رفض حزب الله تسليم السلاح تتمثل في منع إعادة الإعمار وفرض تضييق اقتصادي شامل، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لإسرائيل للتحرك ضد لبنان، مؤكدًا أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في لبنان يخشيان خسارة الشرعية الأمريكية ولا يرغبان في مواجهة الثنائي الشيعي المتمثل في حزب الله وحركة أمل.