قبل اجتماع ترامب وبوتين، استكشف 5 سيناريوهات محتملة لإنهاء حرب أوكرانيا

من المتوقع أن يجتمع الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال الأيام القادمة لمناقشة الحرب في أوكرانيا، وذلك تزامنًا مع انتهاء المهلة التي منحها ترامب لموسكو لوقف النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

قبل اجتماع ترامب وبوتين، استكشف 5 سيناريوهات محتملة لإنهاء حرب أوكرانيا
قبل اجتماع ترامب وبوتين، استكشف 5 سيناريوهات محتملة لإنهاء حرب أوكرانيا

لماذا يرغب الطرفان في الاجتماع الآن؟

1_1_11zon

يسعى ترامب إلى استغلال قوته الشخصية للتوصل إلى اتفاق، ويعتقد أن 6 أشهر من الضغط الروسي يمكن تجاوزها بلقاء مباشر مع بوتين، ويبدو أنه لا يزال مقتنعًا بإمكانية إقناع موسكو بإنهاء الحرب، وفقًا لشبكة “سي إن إن”.

بينما بوتين يسعى لكسب الوقت، فقد رفض في مايو اقتراحًا أوروبيًا-أمريكيًا-أوكرانيًا لوقف إطلاق النار غير المشروط، مفضلًا فترات قصيرة من الهدنة، في الوقت الذي تواصل فيه قواته تحقيق مكاسب على الأرض، مما ينذر بأن المفاوضات المقبلة ستُجرى في ظروف ميدانية مختلفة تمامًا، وفقًا للشبكة.

إذا تم اللقاء بين الرئيسين، فإن أحد الأهداف الأمريكية سيكون تنظيم قمة ثلاثية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة إنهاء الحرب، وهو الاقتراح الذي رفضته روسيا خلال اجتماع إسطنبول في مايو، وفي حال تم الاجتماع، كيف يمكن أن تنتهي الحرب؟

5 سيناريوهات مُحتملة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وضعت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقريرها خمسة سيناريوهات محتملة لإنهاء النزاع القائم منذ فبراير 2022، وهي كما يلي:

1. بوتين يوافق على وقف إطلاق النار غير المشروط

صووورة2_5

تعتبر الشبكة أن موافقة بوتين على هذا السيناريو “مستبعدة جدًا”، إذ سبق أن طالبت الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا في مايو بوقف مماثل لإطلاق النار تحت تهديد العقوبات، لكن موسكو رفضت، حيث يسعى الكرملين حاليًا إلى تحويل مكاسبه المتزايدة في المعارك إلى مزايا استراتيجية، ولن يرى فائدة في وقف تقدمه الآن، إذ “سيرغب بوتين في القتال لأنه منتصر”.

2. البراجماتية والمزيد من المحادثات

صووورة3_6

قد يتفق الأطراف على استئناف المحادثات، مما يتيح لروسيا تعزيز مكاسبها وتجميد خطوط المواجهة عسكريًا، وبحلول أكتوبر، قد تكون القوات الروسية قد سيطرت على مدن بوكروفسك وكوستيانتينيفكا وكوبيانسك الشرقية، مما يمنح بوتين موقعًا قويًا يمكنه من إعادة تنظيم قواته، وعندها، يمكن لموسكو استئناف القتال في عام 2026 أو اللجوء إلى الدبلوماسية لتثبيت هذه المكاسب.

3. أوكرانيا تصمد بطريقةٍ ما

صوورة4_3

وفقًا لهذا السيناريو، فإن المساعدات العسكرية الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا ستساعد على تقليل الخسائر على خطوط المواجهة خلال الأشهر المقبلة، مما قد يدفع بوتين إلى السعي للتفاوض، ورغم احتمال سيطرة القوات الروسية على مدينة بوكروفسك، فإن التقدم الروسي قد يتباطأ، كما حدث سابقًا، وقد يشعر الكرملين بتأثير العقوبات وتضخم الاقتصاد.

وبالفعل، وضعت الدول الأوروبية خططًا متقدمة لنشر ما يُعرف بـ”قوة طمأنة” في أوكرانيا كجزء من الضمانات الأمنية، وبموجب هذه الخطة، يمكن لعشرات الآلاف من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التواجد حول العاصمة كييف ومدن أخرى، مقدمةً الدعم اللوجستي والاستخباراتي لأوكرانيا في عملية إعادة الإعمار، مما يشكل رادعًا كافيًا يدفع موسكو إلى الحفاظ على خطوط المواجهة كما هي، وهذا هو أقصى ما يمكن لأوكرانيا أن تأمل فيه، بحسب “سي إن إن”.

لكن إذا لم يتوقف بوتين وفشلت الدبلوماسية، فإن الخيارات التالية قد تكون أقل وضوحًا:

4. كارثة على أوكرانيا

صووورة5_7

يدرك بوتين جيدًا التصدعات في الوحدة الغربية، بعدما شهدت العلاقات الأمريكية الروسية بعض التحسن بعد وصول ترامب، ورغم جهود أوروبا لدعم كييف، فإنها لن تتمكن من تغيير موازين القوى دون دعم أمريكي.

علاوة على ذلك، قد يرى بوتين أن المكاسب الصغيرة التي تحققها قواته في شرق أوكرانيا قد تتحول إلى هزيمة بطيئة للقوات الأوكرانية، ومع زيادة الضغوط على الخطوط الدفاعية لكييف، قد تنكشف هشاشتها، وفي ظل أزمة القوى العاملة العسكرية، قد يضطر زيلينسكي للمطالبة بتعبئة أوسع لدعم دفاع البلاد، مما قد يحول الأزمة العسكرية إلى أزمة سياسية تهدد استقرار حكومته.

5. كارثة على بوتين

صوورة6_4

مع استمرار القتال، قد ترتكب روسيا “خطًأ فادحًا”، فتفقد آلاف الجنود مقابل مكاسب ضئيلة، وفقًا لـ”سي إن إن”، وقد تؤدي العقوبات المفروضة على روسيا إلى تقويض تحالفها مع الصين، مما يؤثر سلبًا على إيراداتها.

في هذا السيناريو، قد يجد الكرملين أن إصراره على تجاهل التحديات اليومية وضغوط الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الروس، مُضرّة، وهو ما يُذكرنا بمشاهد سابقة، حيث ساهمت حسابات سياسية مشابهة في دعم احتلال الاتحاد السوفيتي السابق لأفغانستان، وقد شهدت حرب أوكرانيا بالفعل لحظات ضعف غير متوقعة للكرملين، كان أبرزها تمرد يفغيني بريجوجين، المقرب من بوتين، الذي كاد أن يقود العاصمة إلى حافة أزمة كبرى.

وتختتم شبكة “سي إن إن” تقريرها بالإشارة إلى أن أيًا من هذه السيناريوهات لا يُجدي نفعًا لأوكرانيا، إذ إن واحدًا منها فقط يُنذر بهزيمة روسيا كقوة عسكرية تُشكل تهديدًا للأمن الأوروبي، كما لا يمكن لأي منها أن ينتج عن لقاء بين ترامب وبوتين وحدهما، دون أن تكون أوكرانيا طرفًا في أي اتفاق لاحق.