باحثة في مرصد الأزهر تكشف كيف حول المتطرفون الفقه من هداية ورحمة إلى أداة للتكفير والإدانة
أكدت الدكتورة لمياء محمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الفقه الإسلامي لم يكن يومًا أداة للعنف، بل كان نورًا يهدي الضمائر في الظلام، وميزانًا يزن الأفعال بالعدل، مشيرة إلى أن التنظيمات المتطرفة أساءت فهم الفقه، وقرأته بعين مملوءة بالغضب، مما جعله مشروع إدانة بدلًا من أن يكون مشروع هداية.

مقال له علاقة: شاهد كيف أُحرقت سيارات الشرطة خلال التظاهرات في لوس أنجلوس
وأوضحت “لمياء”، خلال حلقة برنامج “فكر” على قناة الناس، أن المتطرفين يرون في الفقه مجرد أداة للسلطة، وفي النصوص الشرعية وسيلة لتحقيق مصالحهم، ولهذا فإن قراءاتهم المتطرفة للفقه الإسلامي تتسم بالتشويه والانحراف عن مقاصد الشريعة.
مواضيع مشابهة: الإفتاء تكشف عن وثيقة القاهرة كأول ميثاق شرعي لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى
وأضافت أن هذه الجماعات تعتمد على الجمود الحرفي، والانتقائية، وتجاهل المقاصد الشرعية، مما يؤدي إلى استنتاجات متطرفة تتناقض مع روح الإسلام السمحة.
وأشارت إلى أن النصوص المتعلقة بالحدود أو الجهاد تُقتطع من سياقها التاريخي والفقهي، وتُستخدم لتبرير العنف، دون النظر إلى الأهداف الكبرى للشريعة، كما يستند المتطرفون إلى أقوال شاذة أو فتاوى ضعيفة، ويركّزون على أحكام جزئية مثل اللحية أو النقاب – مع الاحترام الكامل لها – على حساب المقاصد الكلية للشريعة، مثل العدل والرحمة وحفظ النفس.
وأضافت الباحثة أن بعض التنظيمات المتطرفة تُسخر مصطلحات فقهية مثل “دار الكفر” و”دار الإسلام” لتبرير العنف أو رفض الاندماج في المجتمعات الغربية، وتذهب إلى أبعد من ذلك بجعل الرأي الفقهي الذي تتبناه هو الدين نفسه، ومن يخالفه يعتبر مخالفًا للإسلام، مما يحول الخلاف الفقهي إلى ساحة للولاء والبراء، وميدانًا للطعن في المخالف ورميه بالكفر والفسق والبدعة.
وحذّرت الدكتورة لمياء من الآثار الخطيرة لهذا النوع من القراءة المنحرفة، والتي تُشوه صورة الإسلام عالميًا، وترتبط بالعنف وسفك الدماء، مما يُنفر الناس من الفقه والعلماء، ويخلق فجوة بين الشباب والمؤسسات الدينية، ويؤدي إلى تفتيت المجتمعات وإثارة الفتن الداخلية باسم تطبيق الشريعة.