عم سعيد.. قصة عامل النظافة الذي ترك بصمة لا تُنسى في شوارع الشرقية

الشرقية- ياسمين عزت.

عم سعيد.. قصة عامل النظافة الذي ترك بصمة لا تُنسى في شوارع الشرقية
عم سعيد.. قصة عامل النظافة الذي ترك بصمة لا تُنسى في شوارع الشرقية

شيَّع أهالي قرية كفر الحمام بالشرقية جثمان سعيد محمد، عامل النظافة الذي وافته المنية صباح اليوم السبت أثناء تأدية عمله، لم يكن سعيد محمد عبد الحميد السيد عابدين مجرد عامل بسيط، بل كان رمزًا للتضحية والإخلاص، حيث تولى مسؤولية شقيقيه الصغيرين بعد أن تخلى عنهما الأب والأم.

ترك سعيد التعليم في سن السادسة عشرة ليصبح الأب والأم لأخيه عاطف وأخته الصغيرة، وعن هذه التضحية، يقول عاطف، شقيق الراحل، لـ”نبأ العرب”: “أخويا سعيد رباني أنا وأختي من يوم ما كنت برضع، وكان الأب والأم والسند لينا، كل طموحه كان إننا نكبر ونقف على رجلينا”

على مدار سنوات، لم يتوقف سعيد عن العمل الشاق ليؤمِّن لقمة العيش لأشقائه، لم يكن يملك سوى عزيمته، لكنه نجح في تزويج شقيقيه وأبنائه الثلاثة، ليظل المعطاء الذي لم يفرِّق بين أحد منهم، حتى بعد زواجه، احتضنت زوجته أشقاءه كأبنائها، وكبرت العائلة في بيت واحد يملؤه الحب والترابط.

صباح يوم رحيله، كان سعيد مبتسمًا وراضيًا كعادته، تحدث مع شقيقه عاطف قبل التوجه إلى عمله، وبعد ساعات قليلة، توفي بشكل طبيعي أثناء تأديته لواجبه، “موتة سهلة على قد طيبته.. والناس كلها بتدعي له بالجنة”، هكذا وصف عاطف رحيل أخيه.

لم تكن قصة سعيد عادية، فقد تفاعل معها محافظ الشرقية، المهندس حازم الأشموني، الذي وجَّه ببحث حالة أسرته وتلبية احتياجاتها، وأكد رئيس حي ثان الزقازيق، محمد أبو هاشم، أن سعيد كان رجلاً “طيبًا ومتفانيًا في عمله”، مؤكدًا أن الحي سيقدم كل الدعم لأسرته.