في أحد البيوت الصغيرة، انطفأ نور فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، ليس بسبب مرض أو حادث، بل نتيجة قرار قاس اتخذته أقرب الناس إليها، حيث أُجبرت على تناول جرعة سم قاتلة، لتنتهي قصة مؤلمة بدأت بهروب وانتهت بقبر بلا أوراق.

مقال مقترح: انهيار عقارين في حدائق القبة وتصدع ثالث.. جهود الإخلاء والبحث عن مفقودين مستمرة
بدأت القصة عندما هربت الفتاة إلى منزل صديقتها، ثم عادت وهي تحمل في بطنها سرًا ثقيلًا، وعندما سألتها أسرتها عن والد الطفل، كانت الإجابة كالصاعقة: “مش عارفة مين”، صدمة قوية تلقتها الأسرة، وبدلاً من البحث عن حل، اختاروا دفن القصة إلى الأبد مع ابنتهم
معلومات وصلت إلى العميد محمد ربيع، رئيس مباحث قطاع الشمال، فتحت أبواب الحقيقة، حيث توصلت عناصر الشرطة السرية إلى إجبار أسرة الفتاة على إنهاء حياتها ودفنها بادعاء وفاتها بكوفيد 19.
ممكن يعجبك: تداول فيديو مثير لتهور سائقي سيارات النقل الثقيل في أكتوبر يثير الجدل
فريق بحث رفيع المستوى تتبع مصدر المعلومات للتأكد من صحتها، وتبين أن طالبة بالمرحلة الإعدادية حملت سفاحًا، فتركت منزل أسرتها واختبأت لدى صديقتها بمنطقة الساحل حتى وضعت صغيرها.
طامة كبرى أصابت أسرة الفتاة فور دخولها ورضيعها بين يديها، وبعد أيام من التفكير والتخطيط، تخلصت الأسرة من الطفل بالشارع، ثم أجبروا الفتاة على تناول حبة الغلة السامة، ليبقى المشهد الأخير “الدفن”.
الأم والجدة والعم وابن العم حملوا جثمان الفتاة سرًا وتوجهوا لدفنها بمقابر العائلة جنوب الجيزة، بتصريح دفن مخالف للحقيقة حصلوا عليه من مفتش الصحة مقابل رشوة مالية.
بتقنين الإجراءات، تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين الخمسة -الأسرة ومفتش الصحة- والتوصل إلى مكان الطفل لدى شخص يتولى رعايته بعد العثور عليه بالشارع.
أمام اللواء هاني شعراوي نائب مدير مباحث الجيزة، أقرت العقل المدبر للجريمة بتفاصيل فعلتها، مؤكدة أنها لجأت إلى التخلص من ابنتها ومن قبلها حفيدها لـ”غسل عار العائلة”، نافية ندمها على جريمتها.
هكذا انتهت الحكاية، فتاة قاصر دُفنت في ذاكرة أسرة اختارت أن تمحو العار بالقتل، وأن تشتري الصمت برشوة، لكن الحقيقة وجدت طريقها إلى العلن، والعدالة أمسكت بخيوط جريمة الناجي الوحيد منها، طفل سيحمل -دون علم- سرًا ثقيلاً عن ليلة هزت الوراق.