موجة حر شديدة تهدد 360 ألف فدان من المحاصيل الصيفية في المنيا – اكتشف التفاصيل بالصور

المنيا- جمال محمد:

موجة حر شديدة تهدد 360 ألف فدان من المحاصيل الصيفية في المنيا – اكتشف التفاصيل بالصور
موجة حر شديدة تهدد 360 ألف فدان من المحاصيل الصيفية في المنيا – اكتشف التفاصيل بالصور

تشهد مصر موجة من الطقس الحار منذ عدة أيام، مما يثير مخاوف من تعرض المواطنين لضربات الشمس، كما أن التأثير السلبي يمتد إلى المحاصيل الزراعية الصيفية التي تم زراعتها منذ أشهر وتوشك على الحصاد، حيث تضررت المحاصيل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

في محافظة المنيا، التي تُعتبر عروس الصعيد، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية حوالي 360 ألف فدان، حيث تتركز الزراعة في محاصيل الذرة الشامية، السمسم، وفول الصويا، بالإضافة إلى زراعة البطاطس، الطماطم، الباذنجان، والملوخية، فضلاً عن بعض زراعات الصوب المتنوعة.

يقول عبدالرحمن دردير، مزارع من قرية ماقوسة، إن الطقس الحار يسبب قلقًا دائمًا للمزارعين، فرغم فائدته لبعض المحاصيل، إلا أن العديد منها يتأثر سلبًا، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة إلى موت بعض المحاصيل وذبول أوراق أخرى، وهذا ما يحدث كثيرًا خاصة مع محصول الذرة الشامية الذي يُزرع في مساحات كبيرة في معظم القرى هذا الموسم.

ويشير المزارع إلى أن المزارعين يحرصون على تنظيم عملية الري في أوقات مبكرة من اليوم أو بعد غروب الشمس للحفاظ على رطوبة النبات، حيث تعرض الكثيرون في السنوات الماضية لأضرار بسبب موجات الطقس السيء، لكن مع نشر وزارة الزراعة لتعليماتها، بدأ الجميع يتخذون الاحتياطات اللازمة للتعامل مع هذه الظروف لضمان سلامة المحاصيل.

من جانبه، يوضح الدكتور سيد عبده، عميد كلية الزراعة الأسبق بجامعة المنيا، أن درجات الحرارة المرتفعة قد تكون مفيدة لبعض المحاصيل ولكنها ضارة لأخرى، حيث تسبب في تساقط زهور النباتات قبل العقد، مما يؤثر على تكوين الثمار، كما أن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى قتل حبوب اللقاح وفساد الحريرة في محاصيل مثل الذرة الشامية، مما يؤدي إلى فشل عملية الإخصاب وبالتالي الحصول على محصول فارغ.

ويضيف عبده أن الخلل المائي في النبات هو ما يؤدي إلى موته، كما أن زيادة نسبة الملوحة في التربة نتيجة الطقس الحار تجعل من الضروري على المزارع ري الأرض بشكل صحيح، من خلال الري في الصباح الباكر أو بعد العصر، مشيرًا إلى أن الري في أوقات الذروة يؤدي إلى موت النبات، كما يحدث مع جسم الإنسان عندما يشرب الماء وهو في حالة حرارة مرتفعة.

وعن أفضل المواد المستخدمة للحفاظ على المحاصيل في الأجواء الحارة، نصح عميد زراعة المنيا الأسبق باستخدام منتجات تحتوي على مادة السلسيلك أسيد ورش الأحماض الأمينية للحفاظ على صحة النبات.

وفي حال تعرض النبات لأي أضرار بسبب الطقس الحار، أوضح الدكتور سيد عبده أن هناك نوعين من الإصابة، الأولى هي ذبول مؤقت يمكن إنقاذه عبر إضافة جرعات مياه إضافية، والثانية هي ذبول مستديم حيث يفقد المحصول خصائصه ولا يمكن إنقاذه.

المهندس محمد أمين، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أكد في تصريحات خاصة لنبأ العرب عدم تأثر المحاصيل الصيفية بالمنيا بالموجة الحارة الأخيرة، حيث لم تُرصد شكاوى من المواطنين.

وأضاف أمين أن إجمالي المساحات المنزرعة بالمحاصيل الصيفية تشمل: 226186 فدان ذرة شامية، 57003 فدان فول صويا، 1786 فدان عباد شمس، 20102 فدان ذرة رفيعة، 14726 فدان سمسم، و26782 فدان خضروات متنوعة.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لتوعية المزارعين لحماية محاصيلهم، أوضح وكيل وزارة الزراعة أنه تم إصدار نشرات إرشادية عاجلة عبر الجمعيات الزراعية والندوات الحقلية، بالإضافة إلى إرسال رسائل نصية للمزارعين، ومتابعة الحقول ميدانيًا من خلال المهندسين الزراعيين لملاحظة أي أعراض ذبول أو حروق والتدخل السريع، وتوفير مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة البوتاسية والكالسيومية المدعمة والمبيدات الآمنة لمكافحة الآفات.

كما تم تعديل برامج الري والتسميد لتكون الريات متقاربة وبكميات مناسبة في أوقات الصباح الباكر أو المساء، وتم توعية المزارعين بالري المنتظم وعدم تعطيل النباتات، خاصة في الأراضي الرملية والجيرية، مع استخدام التظليل الجزئي لحماية النباتات الحساسة.

واختتم أمين بالتأكيد على أهمية الرش الورقي بالمغذيات مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والأحماض الأمينية لتعويض الإجهاد الحراري، وإزالة الحشائش لتقليل المنافسة على المياه، ومكافحة الآفات مبكرًا، خاصة العنكبوت الأحمر والذبابة البيضاء، مع تعديل مواعيد الزراعة لتجنب فترات الذروة الحرارية خلال مراحل الإزهار والعقد.