القاهرة- نبأ العرب.

شوف كمان: شروط قبول اعتذارات امتحانات الثانوية العامة من وكيل تعليم الشرقية وكيفية التقديم عليها
تُعتبر قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التي تُعقد اليوم الجمعة، حدثًا بارزًا في الساحة السياسية العالمية، حيث تُذكّرنا بعدد من اللقاءات السابقة التي تركت بصمة لا تُنسى.
غالبًا ما كانت هذه اللقاءات تُنتج عناوين إخبارية مثيرة، بالإضافة إلى لمحات عن العلاقة الشخصية بين الزعيمين التي أثارت فضول الكثيرين، والتي تعرضت للكثير من التدقيق.
مواضيع مشابهة: تسريبات جديدة تكشف تكرار اسم ترامب في ملفات إبستين رغم محاولات التعتيم
كما أن استرجاع صور هذه اللقاءات يُظهر لنا كيف يمكن أن يتعامل الزعيمان في القمة المرتقبة في ألاسكا، حيث سيتناولان موضوع إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وبحسب مسؤولين سابقين تعاملوا مع أحد الزعيمين أو كليهما خلف الأبواب المغلقة، فإن لكل منهما أسلوبه الفريد في الاجتماعات الخاصة.
اللقاء الأول عام 2017
كان أول لقاء بينهما في يوليو 2017 على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا، بعد أشهر قليلة من تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، بينما كان بوتين يمتلك خبرة سياسية تمتد لعقود.
أمام عدسات العالم، تبادل الزعيمان كلمات ودية ومصافحة رسمية، مما أسس لعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل، وفي السنوات التي تلت ذلك، عبّر الطرفان عن إعجابهما ببعضهما البعض، رغم أن ترامب أشار مؤخرًا لبي بي سي إلى أنه يشعر بخيبة أمل من بوتين بسبب إراقة الدماء في أوكرانيا.
في الواقع، كانت أوكرانيا حاضرة في أول اجتماع لهما، حيث أشار ترامب إلى جهود روسيا لزعزعة استقرار جارتها، وذلك بعد ثلاث سنوات من ضم موسكو شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني.
اليوم، في عام 2025، ومع دخول الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عامه الرابع، يسعى ترامب للعب دور صانع السلام عبر التفاوض على وقف إطلاق النار.
قال ترامب يوم الأربعاء إنه ستكون هناك “عواقب وخيمة للغاية” إذا لم يوافق بوتين على إنهاء الحرب، وفي أحيان أخرى، اعتمد لهجة أكثر ليونة، مشيرًا إلى أن اللقاء سيكون مجرد “جلسة استكشافية”.
لقاء في فيتنام 2017
التقى ترامب وبوتين مرة أخرى في عام 2017 خلال منتدى اقتصادي بفيتنام، حيث التقطت صور لهما وسط قادة العالم وهما يتحدثان، وبدت إحدى الصور وكأن بوتين يهمس في أذن ترامب.
يعرف ترامب جيدًا قدرة بوتين على السيطرة على مجريات الحديث من خلال مونولوجات طويلة وسريعة، تمنح محاوره فرصًا قليلة للرد، وفقًا لدبلوماسيين تحدثوا إلى بي بي سي عن أسلوب الزعيم الروسي.
السفير البريطاني في روسيا بين 2016 و2020، السير لوري بريستو، قال: “كل شيء في اجتماعات بوتين يدور حول القوة؛ من يتحكم في التوقيت، والمضمون، والجدول، والنبرة – الفكرة أنك لا تعرف أبدًا ما الذي ستحصل عليه”
وأضاف بريستو أن المترجمين يجدون صعوبة أحيانًا في مواكبة بوتين، وكان من المهم لترامب أن يحضر مترجمًا من جانبه، وذكر أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، اعتمد على مترجمي الكرملين خلال اجتماع عقده بنفسه في وقت سابق هذا العام.
المستشارة السابقة لترامب، فيونا هيل، وافقت على كلام بريستو، وقالت في مقابلة مع صحيفة “التلجراف” إنها لاحظت من تجربتها أن “بوتين يسخر من ترامب أحيانًا، ويستخدم اللغة الروسية بطريقة ساخرة وتهكمية لا تصل ترجمتها كاملة”.
هلسنكي 2018
ربما كان اللقاء الأكثر وُدّية بين الزعيمين هو اجتماع هلسنكي في يوليو 2018.
في المؤتمر الصحفي، دافع ترامب عن روسيا في مواجهة اتهامات بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، ووقف إلى جانب بوتين ضد تقييمات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، مما أثار إدانات واسعة من كلا الحزبين في الولايات المتحدة.
كما شهد الاجتماع لحظة رمزية عندما أهدى بوتين ترامب كرة قدم من بطولة كأس العالم التي استضافتها روسيا، وهي لفتة وصفها دبلوماسيون سابقون بأنها محسوبة بدقة.
السفير البريطاني الأسبق لدى روسيا، السير توني برينتون، قال إنه رأى بوتين يقدم “مجاملة روسية تقليدية” خلال لقاءات منتصف العقد الأول من الألفية، لكن “كان هناك دائمًا قدر من التحفظ، فهو ليس شخصية عفوية، لكنه يتصرف بهذا الشكل عندما يرى أن العلاقة تستحق”.
الأرجنتين 2018 واليابان 2019
التقى الزعيمان لاحقًا في قمم مجموعة العشرين في الأرجنتين (نوفمبر 2018) واليابان (يونيو 2019).
جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، والذي اختلف معه لاحقًا، حضر اجتماع اليابان وقال لبي بي سي لندن إنه لاحظ اختلافًا كبيرًا بين أسلوبيهما، مرجعًا ذلك إلى تدريب بوتين في جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي).
قال بولتون: “لم أر بوتين أبدًا إلا وهو مستعد تمامًا، هادئ للغاية، ومنطقي في عرضه، وأعتقد أن هذا جزء من تدريبه في الكي جي بي”
أما ترامب، فأسلوبه في الاجتماعات الخاصة يشبه مؤتمراته الصحفية، حيث يميل إلى التصريحات الحرة التي قد تفاجئ مساعديه أحيانًا، مضيفًا: “هو لا يجهز نفسه كما ينبغي لأنه يعتقد أنه لا يحتاج لذلك، وأنه ليس بحاجة إلى المعلومات الخلفية، وأنا متأكد أنهم يحضرون له أوراقًا كما كنا نفعل دائمًا، لكنه لا يقرأها”
ويرى بولتون أن ترامب يعتقد أن علاقة شخصية جيدة مع زعيم آخر ستنعكس تلقائيًا على العلاقات بين الدول، وأن بوتين يدرك ذلك جيدًا، وسيستخدم خبرته في الاستخبارات لمحاولة التأثير عليه، كما فعل من قبل.
أما ترامب نفسه، فقد قلل من التوقعات قبيل لقاء الجمعة في ألاسكا، قائلًا: “أعتقد أنه سيكون جيدًا، لكن ربما يكون سيئًا”
يعقد الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في القاعدة العسكرية الأمريكية المشتركة إلمندورف-ريتشاردسون الواقعة في الطرف الشمالي لمدينة أنكوراج، أكبر مدن ألاسكا من حيث عدد السكان.
تُعد هذه القاعدة أكبر قاعدة عسكرية في ألاسكا، وكانت موقعًا حيويًا للدفاع الجوي ونقطة قيادة مركزية لصد التهديدات القادمة من الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إن اختيار القاعدة جاء لأنها تلبّي متطلبات الأمن اللازمة لاستضافة الزعيمين.
وكان ترامب قد زار القاعدة خلال ولايته الأولى عام 2019، وأشاد حينها بالجنود هناك، حيث قال إنهم “يخدمون في آخر حدود بلادنا باعتبارهم خط الدفاع الأول لأمريكا”.
تغطي القاعدة مساحة 64 ألف فدان، وهي قاعدة أساسية لاستعدادات الجيش الأمريكي في المنطقة القطبية الشمالية، وفي ذروة نشاطها عام 1957، كانت تضم 200 طائرة مقاتلة، بالإضافة إلى العديد من أنظمة المراقبة الجوية والرادارات للإنذار المبكر.
أكد ترامب أن الهدف من الاجتماع ليس التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، بل تمهيد الطريق لمزيد من اللقاءات، من بينها اجتماع مستقبلي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لن يشارك في قمة ترامب–بوتين هذا الأسبوع.
اقرأ المزيد.