بورسعيد – طارق الرفاعي:

مقال له علاقة: صحف بريطانية تكشف عن فرصة ترامب للتفاوض قبل اتخاذ قرار عسكري مع إيران
“فرح”، رضيعة بورسعيد التي تعاني من إصابة ضمور النخاع الشوكي منذ ولادتها، عانت خلال خمسة أشهر ونصف من صرخات ودموع، حيث اختلطت آلامها بدعوات والديها، اللذين لا يملكان من حيلة سوى استغاثاتهم للسماء، وكلمات حزينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في سعيهم لجمع 2 مليون دولار ثمن حقنة تنقذ طفلتهم وتعيد البسمة إلى أسرهم، خاصة وأن هذه الحقنة خارج نطاق الحزم العلاجية المقدمة من الدولة، مما يتطلب فتح حساب تبرعات تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي.
انتشرت أنباء خلال الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول انتهاء أزمة “فرح” وفتح حساب بنكي لجمع التبرعات، لكن أسرتها نفت ذلك، لتستمر أشواك الروتين في عرقلة حلم شفاء “فرح”، الذي أصبح حلمًا لمليون مواطن يعيشون في بورسعيد، حيث شاركوا الأسرة آلامهم وأحلامهم، وأصبحت “فرح” ابنتهم جميعًا.
وبدموع تملأ عينيه وكلمات حزينة، يروي رامز حسام، والد “فرح”، قصتها منذ بدايتها وحتى الفرحة التي لم تكتمل، مشيرًا إلى أنه واجه صعوبات عدة في بدء إجراءات فتح حساب التبرعات، ولكنه بعد لقائه اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، حصل على دعم لمساعدته في الحصول على التقرير الطبي الذي يوضح احتياج ابنته للحقنة العلاجية من هيئة الرعاية الصحية، ثم توجه إلى مديرية التضامن الاجتماعي وأنهى الإجراءات الورقية للحالة، قبل أن يتوجه يوم الخميس إلى وزارة التضامن الاجتماعي لتسليم الأوراق وإنهاء إجراءات فتح الحساب.
مقال له علاقة: تطورات جديدة من وزير الصحة حول حالة ثلاث مصابات في حادث الإقليمي
وأضاف: “أبلغني موظف مسؤول في وزارة التضامن أنه سيتم إرسال الأوراق إلى وزارة الصحة والجهات المعنية لإجراء الاستعلام، وأنه سيحدد لي موعدًا خلال الأسابيع المقبلة لعرض الطفلة على لجنة طبية عليا لتحديد إمكانية فتح الحساب من عدمه”.
ونفى والد الطفلة ما أثير حول فتح حساب التبرعات، قائلًا: “هذا كلام عارٍ تمامًا من الصحة، وإجراءات فتح الحساب قد تستغرق شهورًا أو أكثر، وللأسف كل يوم يمر على “فرح” دون تلقيها العلاج يُهدد حياتها، والتباطؤ في الإجراءات يعرض حياتها للخطر لعدم قدرتها على الحصول على العقار المناسب لعلاجها”.
ووجّه والد “فرح” الشكر إلى اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، على دعمه منذ البداية، ولكل من ساعده في إيصال صوته، مختتمًا حديثه قائلًا: “رغم كل شيء، ما زلت أتمسك بأمل كبير في الله وفي الناس الطيبة التي تقف بجانبنا، دعواتكم هي ما تجعلني أستمر، لنصل إلى اليوم الذي نرى فيه “فرح” تتنفس بلا ألم”.