كانت “رنا إبراهيم” تنتظر بفارغ الصبر حفل تخرجها بعد أن أنهت دراستها بإحدى المعاهد الخاصة بمدينة نصر، وقد جهزت كل ما تحتاجه لاستقبال تلك المناسبة السعيدة الأحد المقبل، لكن ما حدث لها كاد أن يفقدها حياتها في حادث مروع أسفل “تريلا”.

شوف كمان: روبوت صيني يهاجم رجلًا من الخلف في حادثة غريبة (فيديو)
خرجت “رنا” بكل شغف لشراء فستان حفل تخرجها مع بزوغ شمس الأربعاء، وفق ما أكدت والدتها “غادة”، رفقة صديقتيها “نزال” و”حبيبة”، وعندما وجدت الفتيات الثلاث محلات الملابس مغلقة، قررن الجلوس في إحدى كافيهات أكتوبر المعروفة، “بنتي كانت طالعة لتقضي وقتًا مع زميلاتها وتشتري فستان التخرج، ولم تكن تنوي السهر كما يعتقد البعض على السوشيال ميديا”.
في الساعة السادسة والربع صباحًا، كانت شوارع حي أكتوبر تكاد تكون خالية من المارة، حيث قصدت “رنا” وصديقتيها “نزال” و”حبيبة” طريق الواحات للعودة، بعدما تعرضن لمضايقات من شباب كانوا متواجدين في الكافيه، وتقول “نزال” إنهن رفضن الاحتكاك مع الشباب وفضلن مغادرة الكافيه دون افتعال أي مشاكل.
لكن مضايقات الشباب لم تتوقف عند هذا الحد، حيث بدأوا بمطاردتهن بثلاث سيارات على طريق الواحات، وانتهى المطاردات باصطدامهن بـ”تريلا” كانت متوقفة على جانب الطريق، حيث أصيبت “نزال” و”رنا” بجروح وكدمات، بينما نجت “حبيبة” دون أن يحدث لها أي مكروه، بعدما فقدت “رنا” السيطرة على عجلات القيادة أثناء سيرها، حيث قالت: “طلعنا من الكافية لقينا عربيات بتزنق علينا لحد ما خلوني أخبط في التريلا”
كل ما جرى مع “فتيات أكتوبر” تم تسجيله من قبل سائق كان يسير خلفهن على طريق الواحات، حيث قدم مصور الواقعة وآخرون يد العون للفتيات بعدما أخرجن من السيارة التي تحطمت بفعل الحادث، وتقول والدة “رنا”: “لولا الشاب المحترم اللي صور فيديو الحادث، لما كنا عرفنا أن بناتنا عملوا حادثة ولا كنا نعرف مين اللي عمل كده”
شوف كمان: السياحة تعلن عن تفاصيل جديدة لبيع التذاكر المجمعة للمواقع الأثرية
تتذكر “غادة” اللحظة التي سمعت فيها صوت صراخ ابنتها “رنا” وهي تستغيث بها في الهاتف، قائلة: “الحقيني يا ماما أنا عملت حادثة وبموت على الطريق”، وفي ثوانٍ معدودة، خرجت الأم مهرولة في الشارع، تناجي ربها بأن لا يصيب فلذة كبدها أي مكروه، وتكمل: “صحيت رنيت على أخوها وجريت على المستشفى، وفي الطريق لقيت بنتي بترن عليا كل دقيقة وبتقول لي الحقيني يا ماما عملت حادثة، وأنا معرفش عملت إيه وأنا فين”
عندما وصلت الأم إلى طوارئ مستشفى زايد التخصصي ورأت ابنتها مصابة بجروح بسيطة، هدأت من روعها، حيث قالت: “جريت لقينا الراجل اللي صور الواقعة موجود في المستشفى، مسابش البنات لحد ما جينا وشكرناه بنفسنا”
تتوقف الأم قليلاً قبل أن تنتابها حسرة، حيث تقول: “كل شوية بنتي تقولي إيه اللي حصل معايا يا ماما، وهى مش فاكرة إيه اللي حصل معاها بعد ما اتخبطت في رأسها”، مؤكدة أن ابنتها “رنا” أصيبت بفقدان مؤقت في الذاكرة بسبب الحادث، ما استدعى إجراء إشاعات على المخ ليكشف مدى تأثير الارتطام على الذاكرة
جلست “غادة” على حافة مقعد حديدي في طرقات سرايا نيابتي أول وثالث أكتوبر نحو 10 ساعات، تنتظر خروج ابنتها “رنا” من غرفة التحقيق، بعدما استدعتها النيابة وصديقتها “نزال” للاستماع لأقوالهن بشأن ما جرى في الواقعة، ومواجهتهن بالمتهمين الأربعة الذين تم ضبطهم بعد ساعات من تداول الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
لم تبال “غادة” والدة “رنا” لأى حديث من أسر المتهمين حين التقوا في سرايا النيابة، مؤكدة أنها لن تفرط في حق ابنتها، متمسكة بحقها القانوني في الدعوى، رافضة تمامًا مساعي الصلح مع المتهمين، حيث قالت: “مش هتكلم في حوار الصلح ده غير لما اطمن على بنتي وأعمل إشاعات على رأسها عشان بتفقد الذاكرة كل شوية”
بعد ساعات من التحقق، أمرت جهات التحقيق بنيابة أول وثالث أكتوبر بحبس المتهمين الأربعة 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما تم صرف المجني عليهن “نزال” و”رنا” من سرايا النيابة العامة، بعدما انتقل فريق من النيابة لإجراء معاينة ميدانية لموقع الحادث، لكشف ملابسات ما جرى من خلال تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة داخل الكافيه التي رصدت بداية الواقعة وصولاً إلى طريق الواحات.