بينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تظل الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا تمثل عقبة رئيسية أمام مفاوضات إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تعتبر موسكو الاعتراف بسيطرتها على هذه المناطق شرطًا لأي وقف لإطلاق النار، بينما ترفض أوكرانيا أي تنازل يمس سيادتها، مما يجعل مسألة الحدود المستقبلية محور خلاف مفتوح بين الأطراف، وهو الخلاف الذي يسعى ترامب لحله خلال القمة.
مواضيع مشابهة: أمن المنافذ يحقق في 48 قضية تهريب ومخالفات مرورية خلال يوم واحد
ترامب
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا يتطلب استعداد الطرفين لتبادل الأراضي بما يتماشى مع مصالحهما، مؤكدًا أنه لن يتفاوض نيابة عن كييف خلال اجتماعه المرتقب مع بوتين في ألاسكا، حيث يبقى قرار أي تبادل محتمل للأراضي بيد أوكرانيا وحدها، وفي الوقت نفسه، تسيطر روسيا حاليًا على حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، بينما لم تتمكن كييف من استعادة أي أراضٍ روسية منذ مارس الماضي، عندما كان الجيش الأوكراني لا يزال يسيطر جزئيًا على منطقة كورسك بعد هجوم مفاجئ في أغسطس 2024، وفقًا لوكالة فرانس برس.
بوتين
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مستعد لوقف إطلاق النار، ولكن بشرط أن تعترف أوكرانيا بالأراضي الخمسة التي تسيطر عليها موسكو، وهي: شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوجانسك وزابوريزهيا وخيرسون، كما قدم بوتين، الأسبوع الماضي، اقتراحًا شاملًا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مطالبًا بتنازلات إقليمية كبيرة من كييف، والدفع نحو الاعتراف العالمي بمطالباتها مقابل وقف القتال، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وفي مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي ويتكوف، أبلغ بوتين أن روسيا ستوافق على وقف إطلاق النار الكامل إذا سحبت كييف قواتها من منطقة دونيتسك، مما يمنح موسكو السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، كما ذكرت “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين أوروبيين اطلعوا على المكالمة.
يتضمن الاقتراح الذي قدمه بوتين مرحلتين، حيث تتعلق المرحلة الأولى بانسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك وتجميد خط المواجهة، بينما تتعلق المرحلة الثانية بموافقة ترامب وبوتين على خطة سلام نهائية، يتم التفاوض عليها لاحقًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
مقال له علاقة: أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 مع بداية التداولات
زيلينسكي
رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المقترح الروسي، مشددًا على عدم وجود مجال للتراجع أو التخلي عن أي شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو، حيث اعتبر زيلينسكي أن مسألة التنازل عن الأراضي تمثل مكافأة لروسيا على أفعالها، وعلى الرغم من أن موسكو تسيطر الآن على معظم لوجانسك وحوالي 70% من دونيتسك، أكد زيلينسكي أن بلاده سترفض أي اقتراح لمغادرة دونباس، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام بوتين “لبدء حرب ثالثة” في أوكرانيا، وفقًا لشبكة “سي إن إن”.
يتمسك القادة الأوروبيون بالموقف الذي تتبناه أوكرانيا بشأن “وحدة أراضيها”، مؤكدين أن “الحدود الدولية لا يمكن ولا يجوز تغييرها بالقوة”.