كل ما تحتاج معرفته عن مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني الذي واجه تهديدات بن غفير في السجن

بي بي سي.

كل ما تحتاج معرفته عن مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني الذي واجه تهديدات بن غفير في السجن
كل ما تحتاج معرفته عن مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني الذي واجه تهديدات بن غفير في السجن

أحدث ظهور مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، في مقطع مصور من سجنه الإسرائيلي ضجة كبيرة في الأوساط الفلسطينية، وذلك بسبب التغيرات الملحوظة على هيئته، حيث جاء ذلك خلال حديثه مع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.

في المقطع المتداول، قال بن غفير للبرغوثي: “من يعبث بإسرائيل، من يقتل أطفالنا ونساءنا، سنمحوه، عليك أن تعرف ذلك”.

زوجته المحامية الفلسطينية فدوى البرغوثي، عبرت عن عدم قدرتها على التعرف على ملامحه.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Ffadwa.barghouthi%2Fposts%2Fpfbid0SfiEmmoW7tLhxVDaggvmhdeYwKwbxfkeUXJq7rir53x2BAC9K7E4T5PFr6xkvBisl&show_text=true&width=500" style="border: none; overflow: hidden;" allowfullscreen="allowfullscreen" allow="autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" width="500" height="250" scrolling="no" frameborder="0

من جهة أخرى، وصف حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، ما حدث بأنه “انفلات غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، مما يستوجب التدخل الفوري من المنظمات الدولية لحمايتهم”.

حركة فتح حملت حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي، معتبرة أن التهديد الذي تعرض له يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر مقرب من بن غفير قوله إن المواجهة بين الرجلين كانت “بالصدفة” خلال زيارة بن غفير إلى سجن غانوت، دون تحديد تاريخ الزيارة، بينما اعتبرت السلطة الفلسطينية أن بن غفير “اقتحم” زنزانة البرغوثي.

صحيفة هآرتس العبرية ذكرت أن توزيع وثائق السجناء الأمنيين يعد أمراً نادراً للغاية، ويحتاج عادةً إلى موافقة مصلحة السجون.

هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أكدت أن خطوة بن غفير تمثل “تهديداً مباشراً” لحياة البرغوثي.

صورة 1_4

نشاط البرغوثي السياسي.

اسم مروان البرغوثي تردد في صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وكذلك في الإفراج عن رهائن إسرائيليين وعدد من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

بدأ البرغوثي نشاطه السياسي في سن الخامسة عشرة ضمن حركة فتح، التي قادها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث عمل على حشد الدعم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين.

سُجن البرغوثي خلال عملية “الدرع الواقي” الإسرائيلية عام 2002، بعدما اتهمته إسرائيل بتأسيس “كتائب شهداء الأقصى” العسكرية، وهو ما نفاه البرغوثي.

نفذت “كتائب الأقصى”، التي ظهرت خلال الانتفاضة الثانية، سلسلة من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، كما استهدفت مدنيين داخل إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن “كتائب الأقصى” انشقت عن حركة فتح عام 2007.

حُكم على البرغوثي بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى حكم آخر بالسجن لمدة 40 عاماً، بتهم تتعلق بتلك الهجمات.

رفض البرغوثي الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلية خلال محاكمته، كما نفى التهم الموجهة إليه.

فدوى، زوجته، قالت لبي بي سي عربي في وقت سابق من العام الماضي: “لم تُوجه إليه التهم بسبب أنه ارتكب هذه الأفعال بيديه، ولكن بسبب أنه كان قائداً”.

وأضافت فدوى أن البرغوثي “رفض جميع التهم” أثناء استجوابه، بما في ذلك التهمة الخاصة بـ “تأسيس كتائب شهداء الأقصى”.

ماذا يعني إبعاد البرغوثي؟
صورة 2_3

تشير بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قد تفرج عن البرغوثي بشرط “إبعاده خارج الأراضي الفلسطينية”.

أنيس القاسم، الخبير في القانون الدولي، قال لبي بي سي عربي إنه في حال إبعاد البرغوثي خارج الأراضي الفلسطينية، فإن نظرياً لا يوجد ما يمنع توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية من الخارج، حيث كانت هناك حكومات في المنفى عبر التاريخ، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، كما أن الدستور والقوانين الفلسطينية لا تمنع ذلك.

علق القاسم على ما تناقلته بعض الصحف الإسرائيلية بشأن “إصرار” إسرائيل على إبعاد البرغوثي، قائلاً إن ذلك يعود إلى “القاعدة الجماهيرية الواسعة للقيادي الفلسطيني، وخاصة من حركة فتح”.

المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية نشر استطلاعاً للرأي في 13 ديسمبر/كانون أول 2023، أظهر أن البرغوثي هو “الشخصية الأكثر شعبية بين الفلسطينيين”.

الاستطلاع أظهر أنه في حال تنافس البرغوثي من فتح مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والقيادي في حماس إسماعيل هنية (قبل اغتياله في طهران في يوليو 2024)، فإن نسبة المشاركة قد تصل إلى 71%، حيث يحصل البرغوثي على 47%، وهنية على 43%، وعباس على 7%.

“خيار توافقي”
صورة 3_2

تابع البرغوثي قائلاً: “ما زلت أسعى إلى التعايش السلمي بين الدولتين المتساويتين والمستقلتين، إسرائيل وفلسطين، على أساس الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بصراحة، لقد سئمنا من تحمل اللوم دائماً على التعنت الإسرائيلي عندما يكون كل ما نسعى إليه هو تنفيذ القانون الدولي”.

محللون سياسيون لبي بي سي عربي أشاروا في وقت سابق إلى أن البرغوثي، الذي يقضي عقوبته في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، قد يكون “خياراً توافقياً” لتولي السلطة الفلسطينية والتحضير للدولة القادمة.

هذا الرأي لم يقتصر على مسؤولين ومحللين فلسطينيين، فعدد من المسؤولين والمحللين السياسيين الإسرائيليين أبدوا رفضهم الإفراج عن البرغوثي بسبب حكمه بتهم “قتل”، بينما اعتبره آخرون “خياراً توافقياً”.

وُلد البرغوثي عام 1958 في قرية كوبر قرب مدينة رام الله، وكان يبلغ من العمر نحو 9 سنوات عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم أصبح ناشطاً في حركة فتح في سن الخامسة عشرة.

سُجن البرغوثي عام 1978 لمدة تزيد عن 4 سنوات بتهمة انتمائه لجماعة فلسطينية مسلحة.

حصل البرغوثي على الشهادة الثانوية، وتعلم اللغة العبرية داخل السجن، وأكمل دراسته الجامعية في التاريخ والعلوم السياسية بعد إطلاق سراحه في جامعة بيرزيت، رغم أن نشاطه السياسي أجل إتمام تعليمه لأحد عشر عاماً.

لدى البرغوثي ابنة وثلاثة أولاد، وهو متزوج من المحامية والناشطة السياسية فدوى.

يعتبر البرغوثي من مؤيدي عملية السلام مع إسرائيل، لكنه كان متشككاً بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات.

في عام 2014، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقال رأي وصف البرغوثي بـ “نيلسون مانديلا”، حيث قال كاتب المقال مارتن لينتون: “لو كانت إسرائيل جادة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنها ستطلق سراح البرغوثي، الذي يعتبر الشخص الأمثل للتوصل إلى اتفاق سلام”.

تنويه: عُدلت هذه المقالة لتتضمن بعض المعلومات الأساسية التي لم تكن واردة فيها عند نشرها لأول مرة.