خلف كواليس 60 دقيقة من الرعب في بولاق أبو العلا.. انفجارات وصراخ يخطف الأنفاس (فيديو وصور)
قبل مغيب شمس اليوم السبت، شهد حي بولاق أبو العلا بالقاهرة مأساة غير متوقعة، حيث اندلعت نار من مخزن “خردة”، كادت أن تلتهم العديد من المخازن المليئة بالبضائع، ولكن بفضل سرعة استجابة قوات الدفاع المدني، تمكنوا من احتواء الوضع وإنقاذ الحواري من كارثة محققة.

مقال له علاقة: وزير الزراعة يؤكد التزام مصر بتوفير الأسمدة رغم التحديات الكبيرة
في درب “الشيخ فراج” المفعم بضجيج الباعة، توقفت الحياة لحظات أمام ألسنة اللهب التي اشتعلت فجأة، مما أصاب الأهالي بالذهول، وتركوا شققهم خوفًا من امتداد النيران إليها، بينما تسابق أصحاب المحال والورش لإنقاذ بضائعهم قبل أن تلتهمها النار، وسط صرخات النساء وهرولة الأطفال، هكذا كان المشهد في قلب الحي الشعبي.
اقرأ كمان: مسؤول إيراني يكشف عن استخدام أقل من 30% من قدراتنا العسكرية في مواجهة إسرائيل
منذ اللحظة الأولى للحريق الذي بدأ في مخزن “خردة”، حاول الأهالي مواجهته، حيث قال أحد السكان: “الناس لما شافت النار كل ساب البيوت ونزل الشارع”، ولكن كثافة الدخان وشدة اللهب، بالإضافة إلى نقص طفايات الحريق والمياه، حالت دون السيطرة عليه
ضيق الحواري شكل عقبة أمام وصول سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق، حيث تصاعد الدخان الكثيف من مخزن “البيكيا”، واشتد حصار النيران للأهالي، وسرعان ما امتدت ألسنة اللهب إلى الطوابق العليا في العقار المجاور، يروي أحد الأهالي: “كل الناس جريت لما سمعت صوت انفجار أنبوبة في العمارة”، مشيرًا إلى أن المخزن كان يحتوي على مواد شديدة الاشتعال، مما أدى إلى تدميره بالكامل وتحوله إلى رماد
غطى دخان الحريق شوارع وسط البلد، مما استدعى متابعة ميدانية من اللواء طارق راشد، مدير أمن القاهرة، وقيادات الأمن، خاصة أن المنطقة تضم عشرات المخازن التجارية، وتم تقديم كل سبل الدعم لقوات الحماية المدنية في مواجهة ألسنة اللهب التي اندلعت بشكل مفاجئ.
بطولة سطرها رجال الدفاع المدني بالقاهرة استمرت نحو 60 دقيقة، انتهت بإخماد النيران التي طالت أربعة طوابق، وألحقت خسائر جسيمة بعدد من الشقق السكنية والعقارات المجاورة، فضلًا عن المخزن الذي تحول إلى ركام.
في الأثناء، فرضت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا حول موقع الحريق، لحين انتهاء معاينة النيابة العامة وفريق البحث الجنائي لكشف ملابساته وحصر حجم الخسائر، والتأكد مما إذا كانت هناك شبهة جنائية وراء اندلاعه.
لم يسفر الحادث عن أي وفيات أو إصابات مباشرة، باستثناء حالتي اختناق بين رجال الحماية المدنية، وقدمت لهما الإسعافات الأولية بمكان الحادث، فيما بقيت سيارات الإطفاء متمركزة تحسبًا لأي طارئ.