تواصل الكويت جهودها في سحب الجنسية من المواطنين الذين حصلوا عليها بقرارات سابقة، وذلك في إطار سلسلة من الإصلاحات التي يقودها أمير البلاد، مشعل الأحمد الصباح، حيث كشفت السلطات اليوم عن قرار بسحب الجنسية من 365 شخصاً، استناداً إلى المادة 21 من قانون الجنسية الكويتي، التي تتيح سحب الجنسية في حال ثبوت الغش أو تقديم معلومات غير صحيحة.

ممكن يعجبك: اكتشف أسرار قصر الـ366 نافذة المحاط بأسدين في قلب المنيا.. تحفة فنية نادرة تستحق الزيارة (صور)
شملت حملة “سحب الجناسي” شخصيات بارزة، وكان آخرهم الحكم الدولي السابق سعد كميل، الذي يُعتبر من أبرز رموز التحكيم الرياضي في آسيا.
تسليم البلد لأهلها
في مارس الماضي، وجه أمير الكويت خطاباً متلفزاً إلى سكان البلاد، الذين يبلغ عددهم حوالي خمسة ملايين نسمة، حيث أكد التزامه بتسليم الكويت لأهلها الأصليين، نظيفة وخالية من الشوائب التي علقت بها، كما تستهدف الحملة تحديد الجنسيات الموروثة أبا عن جد، وإعادة تشكيل الهوية الوطنية الكويتية، وربما تقليص عدد الناخبين بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي، وفقاً لما أشار إليه محللون لوكالة فرانس برس.
التقنيات والإجراءات
تستخدم الحملة تقنيات بيومترية متقدمة تشمل اختبارات الحمض النووي ومسح قزحية العين، وقد أسفرت حتى الآن عن فقدان حوالي 50 ألف مواطن لجنسيتهم الكويتية خلال عام واحد، ورغم أن سحب الجنسية ليس إجراءً جديداً في الكويت، إلا أن حجمه يعتبر غير مسبوق، حيث تواصل اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية اجتماعاتها برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، لحصر الحالات وعرضها على مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات النهائية.
ممكن يعجبك: أوكرانيا لا تزال غير موافقة على إجراء مفاوضات الاثنين المقبل وفقًا للكرملين
تشمل أسباب سحب الجنسية فقدان شهادة الجنسية بسبب ازدواجية، أو الغش، أو تقديم أقوال كاذبة، أو لمصلحة الدولة العليا، وأكد الشيخ فهد اليوسف الصباح، في تصريحات إعلامية، أن الحملة تهدف إلى حماية الكويت من جنسيات دخيلة أثرت على المجتمع منذ 40 أو 50 سنة، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص حصلوا على الجنسية تحت مسمى “الأعمال الجليلة”، ولكنها كانت في الواقع مصالح شخصية لمسؤولين وأعضاء بمجلس الأمة، وسيتم إسقاط الجنسية عنهم خلال مراجعة ملف “الأعمال الجليلة”.
ضوابط جديدة للعائلات
أشار الوزير إلى أن أبناء الكويتيات سيحصلون على إقامة تصل إلى 15 سنة قابلة للتجديد، بينما ستستفيد زوجات الكويتيين من امتيازات، بشرط أن يكون ملفهن الأمني نظيفاً، وأعرب عن موقفه تجاه الإعلاميين والفنانين الذين سحبت منهم الجنسية، متسائلاً: ماذا قدموا للكويت؟، مشدداً على أن القانون يمنع ازدواجية الجنسية.
أحدث الحالات
في أحدث مرسوم، سحبت السلطات 153 جنسية، معظمهم من أبناء وأحفاد شيوخ قبيلتي شمر وعنزة، ومن أفخاذ بارزة مثل آل الجربا وآل الهذال، وذلك ضمن جهود الدولة لترسيخ الهوية الوطنية وحصر الجنسية لمن ينطبق عليهم القانون.