في ظل التحركات الدبلوماسية المكثفة لوقف التصعيد العسكري في قطاع غزة، أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” بوجود مسودة مقترح أمريكي جديد، نتجت عن محادثات جرت هذا الأسبوع في مصر بين وفد حركة حماس ووسطاء دوليين، يهدف المقترح إلى تحقيق تسوية دائمة متعددة المراحل، تبدأ بمخطط “ويتكوف” المعدّل، وتنتهي باتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار، وهو ما يسعى لكسر الجمود الحالي رغم التصريحات السابقة لكبار مسؤولي حماس الرافضة لشروط إنهاء الحرب.

مقال له علاقة: خبير عسكري يكشف كيف تتحول الضغوط الأمريكية على إيران إلى حرب نفسية
أوضحت المصادر الأمريكية والعربية التي نقلت عنها الصحيفة أن هذه المسودة أُعدت بعد سلسلة من المحادثات مع وفد حماس، حيث تم خلالها تهيئة بنية تحتية سياسية ولوجستية تفتح المجال لمفاوضات أكثر جدية، وفقًا لهذه المصادر، أبدت حماس في هذه الجولة استعدادًا لقبول بعض بنود خطة “ويتكوف”، التي كانت قد رفضتها سابقًا خلال جولة محادثات الدوحة.
كما لم تستبعد المصادر طرح موضوع إنهاء الحرب في محادثات وقف إطلاق النار المرتقب، وأبدت استعدادها لتلبية بعض المطالب المتعلقة بالأسرى، وهو ملف طالبت إسرائيل منذ بداية الحرب بالحصول على تفاصيل دقيقة بشأنه، إلى جانب ضمان مرور الغذاء والدواء والعلاج الطبي، وإتاحة زيارات الصليب الأحمر.
وعلى الرغم من عدم كشف المصادر عن جميع التفاصيل الدقيقة للمسودة، فقد أشارت إلى أن لهجة حماس الحالية تبدو مختلفة، وتعكس رغبة واضحة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومنع الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
شوف كمان: أمريكا تخطط لتوسيع العقوبات التكنولوجية ضد الصين لمواجهة التحديات العالمية
ويأتي ذلك ضمن سياق اتصالات واسعة شملت وصول ممثلين قطريين إلى القاهرة، بالإضافة إلى اتصالات غير مباشرة مع إسرائيل، كل ذلك مهد لإعداد مسودة اقتراح أمريكي يتم النظر فيها حاليًا من قبل جميع الأطراف المعنية.
وتوضح “إسرائيل هيوم” أن الهدف الرئيسي للمقترح يكمن في تجنب التعارض مع النهج الإسرائيلي القائم حاليًا، والذي يسعى إلى التوصل إلى اتفاق شامل بدلًا من اتفاق جزئي، والسماح بإطلاق سراح بعض الرهائن بالتزامن مع وقف إطلاق النار.
وتشير الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى من المقترح تتعلق بمخطط “ويتكوف” مع تعديلات طفيفة، وهو المخطط الذي وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس سابقًا، ويشمل إطلاق سراح نصف الرهائن، أحياء وأمواتا، كخطوة أولى لتخفيف التوتر.
وتتضمن المفاوضات التي ستبدأ خلال فترة وقف إطلاق النار مناقشات شاملة حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس، ونفي قادتها المتبقين في قطاع غزة، ونقل المسؤولية المدنية إلى هيئة دولية، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في دور حماس ضمن القطاع.
ومن أبرز المستجدات أن معاملة المدنيين في غزة ستبدأ بموجب المخطط الدولي أثناء وقف إطلاق النار، أي قبل التوصل إلى أي اتفاقات نهائية، ما يعني تنازل حماس فعليًا عن السيطرة على شؤون المدنيين لهيئات دولية، بهدف إبعاد السكان عن صراع الحرب وتقليل اعتمادهم على الحركة، فضلًا عن تمهيد الطريق لإعادة إعمار القطاع.
وأكد أحد المسؤولين الأمريكيين أن المفاوضات قد لا تُعقد في قطر كما جرت العادة، وأن هذا العرض قد يمثل الفرصة الأخيرة أمام حماس لمنع الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع وما يترتب عليه من تداعيات جسيمة، مع العلم أن إسرائيل تحظى بدعم أمريكي كامل لهذه الخطوة في حال رفضت الحركة التفاهم على المقترح.
ومع ذلك، أوضح المسؤول أن هذا الدعم الأمريكي ليس نهائيًا، وأن الرئيس ترامب عازم على إنهاء الحرب في غزة “في غضون أسابيع أو بضعة أشهر على الأكثر”، وهو ما يعكس ضغطًا أمريكيًا حقيقيًا لإنهاء الصراع بشكل سريع ومنظم.