أسيوط – محمود عجمي:

اقرأ كمان: أحمد موسى يكشف عن حملة مشبوهة تستهدف كامل الوزير بتسريب صوتي مزيف
في مشهد يبعث على الإلهام ويتكرر كل عام، يستمر دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة في محافظة أسيوط في استقبال مئات الآلاف من الزوار يوميًا، وذلك ضمن فعاليات احتفالات صوم العذراء، التي تُعتبر من أبرز المناسبات الدينية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتستمر حتى نهاية أغسطس، حيث يُعد الدير من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر، إذ لجأت إليه السيدة مريم العذراء والطفل يسوع برفقة القديس يوسف النجار هربًا من بطش الملك هيرودس.
مقال مقترح: زيادة 30% في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بالضفة وفقًا لإذاعة الاحتلال
أجواء روحانية ومشاركة جماهيرية واسعة:
منذ بداية شهر أغسطس، يتحول الدير إلى وجهة روحية للملايين من الأقباط من مختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى وفود أجنبية وعربية وأفريقية، حيث يشاركون في القداسات اليومية والخلوات الروحية، ويقيمون داخل الدير طلبًا للبركة، ويترأس الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس ورئيس الدير، فعاليات “دورة الملكة” اليومية، التي تُقام بمشاركة شمامسة الدير، حاملين أيقونات السيدة العذراء والسيد المسيح وسط ترانيم ومدائح تملأ المكان.
الليلة الختامية.. نصف مليون زائر في مشهد استثنائي:
في تصريحات خاصة، أكد الأنبا يؤانس أن دير درنكة يُعد أكبر موقع احتفالي بصوم العذراء على مستوى الكنيسة القبطية والعالم، حيث يتجاوز عدد الزوار خلال الشهر الملايين، ويصل الحضور في الليلة الختامية وحدها إلى أكثر من نصف مليون شخص، كما يحرص الزوار على إنارة الشموع بجوار أيقونات العذراء والمسيح داخل المغارة التاريخية، وكتابة طلباتهم على قصاصات ورقية تُوضع أسفل الأيقونات، تعبيرًا عن إيمانهم العميق وتوسلهم بشفاعة العذراء.
جدير بالذكر أن الدير يضم عشر كنائس، من أبرزها: كنيسة المغارة، كنيسة المنارة، كاتدرائية أم النور، وكنيسة الملكة (قيد الإنشاء)، بالإضافة إلى مرافق خدمية تشمل 10 مباني للضيافة و10 قاعات للمؤتمرات، مما يجعله مركزًا دينيًا وسياحيًا متكاملًا، ويبعد الدير نحو 10 كيلومترات عن مدينة أسيوط، و3 كيلومترات عن قرية درنكة، ويُعتقد أن المغارة التي بُنيت حولها الكنيسة كانت تُستخدم منذ العصور الفرعونية كمأوى من فيضان النيل، مما يضفي على المكان بُعدًا تاريخيًا وروحيًا فريدًا.