جنوب سيناء – رضا السيد:

مقال له علاقة: تحذير من دولة صديقة لإيران حول هجوم إسرائيلي محتمل في المنطقة
على شاطئ القمر بمدينة الطور، فوجئ رواد البحر بمشهد فريد، تمساح أسود ضخم يتمدد على الرمال وكأنه خرج للتو من المياه، الدهشة تحولت سريعًا إلى إعجاب، بعدما اكتشف الجميع أن هذا التمساح هو عمل فني متقن صنعه شاب موهوب.
إسلام النجار، المعروف بين أهالي الطور بلقب “نحات الرمال”، أبهر الحضور بقدرته على تحويل الرمال إلى منحوتات واقعية تخدع الناظرين من بعيد، ومع التمساح الأسود، ذهب أبعد من ذلك؛ فقد استخدم الرمال السوداء “طينة البحر” التي جمعها من المناطق الضحلة، مما منح المجسم لونًا طبيعيًا، واستعان أيضًا بأعقاب السجائر ليصنع منها أسنان التمساح الحادة، في لمسة مدهشة أضفت على المجسم روحًا من الحيوية والواقعية.
المشهد كان لافتًا إلى درجة أن بعض الأطفال أصابهم الذعر وهربوا من الشاطئ معتقدين أن التمساح حقيقي بالفعل، بينما الكبار التفوا حول المجسم لالتقاط الصور التذكارية.
ويقول إسلام، في حديثه، إنه شغوف بالفن منذ سنوات، لكنه وجد في الرمال مادة ملهمة وسهلة التشكيل، بدأ الأمر بكتابة أسماء الأطفال على الرمال لإسعادهم، ثم تطور الأمر سريعًا إلى نحت أشكال ومجسمات حيوانية معقدة، “الفن بالنسبة لي ليس تجارة ولا وسيلة ربح، بل شغف وهواية، يكفيني أن أزرع البهجة في نفوس الناس وأترك لحظة لا تُنسى على الشاطئ”، يضيف الشاب الموهوب.
وعن تفاصيل التمساح الأسود، أوضح أنه استغرق في نحته نحو 4 إلى 5 ساعات متواصلة، بداية من نقل الرمال السوداء من البحر وحتى أدق اللمسات النهائية، ورغم أن هذه الأعمال تختفي سريعًا تحت تأثير الأمواج أو خطوات المارة، إلا أن إسلام لا ينزعج: “جمال هذه المنحوتات في لحظتها هي فن عابر لكنه حي، مثل الحيوانات التي أستلهم منها روح الحرية”.
ممكن يعجبك: مزايدة إلكترونية مثيرة على لوحة سيارة مميزة برقم “ط 2” تقترب من مليون جنيه
ويؤكد أن شغفه بالحيوانات يأتي من كونها رموزًا ملهمة للإنسان، فهي كائنات حرة يمكن التأمل في حركاتها وجمالها والتعلم منها، ولهذا يحرص في كل عمل رملي على تجسيد تفاصيل دقيقة تجعل المشاهد أقرب للحقيقة.
وبين نفايات السجائر وطينة البحر والرمال البيضاء، يواصل “نحات الرمال” رسم الابتسامة على وجوه زوار الطور، مانحًا شواطئ المدينة روحًا مختلفة، حيث يصبح الفن جزءًا من الطبيعة، عابرًا لكنه خالد في ذاكرة من شاهده.