رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترح الهدنة الذي وافقت عليه حركة حماس، وأكدت أنها لن تقبل بصفقات جزئية لا تؤدي إلى تحرير جميع الأسرى من غزة دفعة واحدة.
اقرأ كمان: قوة الشرطة النسائية تبرز في تأمين انتخابات مجلس الشيوخ بخطة محكمة من الداخلية
وفي الوقت ذاته، أعلن جيش الاحتلال، أمس الأربعاء، بدء المرحلة التمهيدية من الهجوم على مدينة غزة ضمن ما أطلق عليه عملية “عربات جدعون 2″، بعد أن صادق وزير الدفاع يسرائيل كاتس على خطة احتلال المدينة، كما أمر باستدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط، وتمديد خدمة 20 ألفًا آخرين لمدة 40 يومًا إضافية.
لماذا تُصِر إسرائيل على احتلال غزة؟
يقول المحلل السياسي وخبير الشؤون الشرق أوسطية، الدكتور حسن مرهج، إن إصرار الجيش الإسرائيلي على السيطرة على مدينة غزة يعود لأهميتها العسكرية، فهي أكبر مدن القطاع ومعقل القيادة المركزية لحماس، كما يرتبط أيضًا بحسابات سياسية داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإطالة أمد الحرب حفاظًا على حكومته المتصدعة وتجنب المحاسبة.
ممكن يعجبك: لماذا أصدرت محكمة الجنايات حكم الإعدام مرتين على عامل “ميت عقبة” بعد جريمة قتل صديقه؟
ويضيف مرهج خلال حديثه لـ”نبأ العرب”، أن السيطرة على غزة تحقق هدفًا مزدوجًا لإسرائيل: “إنجاز ميداني يُقدَّم للرأي العام الداخلي، ورسالة ردع موجهة للإقليم”، مؤكدًا أن الدوافع السياسية والشخصية لنتنياهو تبقى المحرك الأبرز لاستمرار المعركة وتوسيعها
كما يذكر مرهج أن الاحتلال الإسرائيلي يطمح إلى ضمان حرية العمل داخل القطاع بعد إقصاء حماس أو أي فصيل مقاوم، لتهيئة الأجواء لإدارة جديدة تابعة له.
بينما يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن إصرار الاحتلال على السيطرة على غزة ليس له علاقة بمعقل حماس، ولا يوجد مكان في غزة يُسمى ب”معقل حماس” إذ تم تدمير غزة بالكامل.
ويقول مطاوع خلال حديثه لـ”نبأ العرب”، إن السيطرة على غزة تهدف لدفع السكان نحو الجنوب، مما يؤهل للتهجير لاحقًا، إذ يعني احتلال المدينة تدميرها، على غرار ما حدث في شمال القطاع.
ويشير إلى أن الهدف الاستراتيجي هو تدمير القطاع بالكامل واستمرار الضغط لفرض شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب، والتي تشمل: تحرير جميع الأسرى، وتدمير حماس، ونزع سلاح الحركة وسلاح القطاع بالكامل، فضلًا عن نفي قادتها خارج غزة
وفيما يتعلق بإصرار نتنياهو على احتلال غزة من أجل إطالة أمد الحرب والحفاظ على بقاء حكومته، يقول الدكتور عبد المهدي مطاوع، إن هذا الطرح “غير دقيق”، مشيرًا إلى أن الكنيست الإسرائيلي في إجازة حاليًا، وأن الائتلاف الحاكم ما زال متماسكًا دون مؤشرات على انهيار حكومة اليمين في الوقت الراهن.