وزير الثقافة يكشف عن محاور وأهداف مؤتمر الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي

أعلن الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، عن محاور وأهداف المؤتمر الوطني «الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي: رؤى جديدة للخيال من التراث إلى المستقبل»، الذي سيُعقد في دار الأوبرا المصرية نهاية سبتمبر المقبل، ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز التنوع في المحاور وتوسيع الشراكات بين مؤسسات الدولة والمجتمع الإبداعي والصناعات الثقافية

وزير الثقافة يكشف عن محاور وأهداف مؤتمر الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي
وزير الثقافة يكشف عن محاور وأهداف مؤتمر الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي

أكد وزير الثقافة أن المؤتمر يُمثل خطوة نوعية في مسار العمل الثقافي المصري، حيث يستثمر الخبرات الثقافية ويضعها على طريق التحول الرقمي بما يتناسب مع تراث مصر وريادتها الحضارية، ويعكس حرص الدولة على التفاعل الإيجابي مع التحولات التكنولوجية المتسارعة، كما يربط الثقافة بالإبداع الرقمي، ويفتح آفاق جديدة أمام الأجيال الشابة لتطوير مهاراتهم.

وأوضح الوزير أن المؤتمر يرتكز على أهداف استراتيجية رئيسية، حيث نسعى من خلالها إلى صياغة خطة وطنية متكاملة لدمج الذكاء الاصطناعي في الصناعات الثقافية والإبداعية، وبناء قدرات الشباب على توظيف أدواته، وتعزيز ريادة مصر الإقليمية في الجمع بين التراث والتكنولوجيا، وإطلاق مشاريع استثمارية بالتعاون بين المؤسسات الثقافية والجهات التقنية، وحماية حقوق المبدعين.

تدور محاور المؤتمر حول مجموعة متنوعة من القضايا، يأتي في مقدمتها الهوية الثقافية في عصر الخوارزميات، وإمكانية بناء نموذج لغوي مصري قادر على حفظ التراث والسرديات الوطنية، كما يناقش المؤتمر دور الفنان بوصفه مهندسًا للإبداع في شراكات متجددة مع التقنيين، إلى جانب استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجالات الدبلجة والترميم الفني، وصياغة التشريعات والقوانين التي تضمن حقوق المبدعين وتشجع الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي.

في هذا السياق، أعلن وزير الثقافة أن المؤتمر سيتيح مساحة خاصة للمبدعين من الأدباء والفنانين والموسيقيين وصنّاع الأفلام لعرض أعمالهم المنتَجة أو المطوّرة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، على أن تُدرج أبرز هذه النماذج ضمن البرنامج الرسمي للمؤتمر.

بالتوازي مع الجلسات، ستُنظم مجموعة من الورش التطبيقية المتخصصة، تشمل الكتابة الإبداعية للقصة والشعر بالمساعدة الذكية، والتلحين وإنتاج الأغاني، والرسم الرقمي والتصوير الفني، بالإضافة إلى ورشة لإنتاج الأفلام القصيرة، وأخرى مخصصة للتوعية بقوانين حماية الملكية الفكرية للمصنفات الرقمية.

ستمتد النقاشات لتشمل ملفات محورية مثل إتاحة الثقافة لذوي الإعاقة عبر تقنيات الوصول الحديثة، وضمان أمن المحتوى الثقافي في البيئة الرقمية، بالإضافة إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في الحرف التراثية والفنون التطبيقية، وفتح مسارات اعتماد مهني جديدة للممارسات الإبداعية المدعومة بهذه التقنيات.

وزير الثقافة يعلن محاور وأهداف مؤتمر «الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي» (2)

يتضمن برنامج الجلسات العلمية نقاشات ثرية، تبدأ ببحث مستقبل الرواية والقصة القصيرة مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وما يطرحه من تساؤلات حول حدود الأصالة والإبداع في النصوص الأدبية، بالإضافة إلى قراءات تحليلية لنماذج مُنتجة بتلك الأدوات، وتتناول الجلسة الثانية الموسيقى والأغنية، من خلال عرض تجارب عربية وعالمية في التلحين والغناء بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب تقديم نماذج موسيقية حيّة، أما الجلسة الثالثة فتركز على الفنون البصرية والتشكيلية، وتناقش العلاقة بين الفنان والآلة في اللوحة الرقمية وجماليات الصورة، مصحوبة بمعرض لأعمال مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

في جلسة مخصصة لصناعة الأفلام، يبحث المشاركون تقنيات كتابة السيناريو والمؤثرات البصرية والرسوم المتحركة، مع عرض لأفلام قصيرة منتجة بالذكاء الاصطناعي، بينما تتناول جلسة أخرى قضايا القوانين والملكية الفكرية، بما في ذلك حقوق المؤلف للأعمال المنتَجة بالذكاء الاصطناعي، والسياسات الدولية المقترحة لضمان حماية حقوق المبدعين.

سيختتم المؤتمر أعماله بجلسة ختامية تُعرض خلالها التوصيات النهائية التي تتضمن مقترحات تشريعية وتعليمية وآليات لدعم الصناعة الإبداعية، إلى جانب الإعلان عن إطلاق منصة وطنية متخصصة لعرض وتطوير الأعمال الفنية المنتجة بالذكاء الاصطناعي.

أكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو أن المؤتمر يُشكل منصة فريدة تجمع المبدعين مع التقنيين وصنّاع القرار، لرسم خريطة مستقبل ثقافي يجمع بين أصالة التراث وقوة التكنولوجيا، ويقدّم نموذجًا حضاريًا يُصدَّر من القاهرة إلى العالم.

يمكن للفنانين والمتخصصين والمبدعين الراغبين في المشاركة في المعارض والفعاليات المقامة ضمن فعاليات المؤتمر التسجيل عبر الرابط الرسمي.