المنوفية- أحمد الباهي:

من نفس التصنيف: زامير يقدم غداً للحكومة مخاطر الاحتلال الكامل لغزة وفقاً لإسرائيل هيوم
ببدلوٍ مملوء بالمياه، بدأ أيمن مزيد، 56 عامًا، نَثر الأرضية أمام فرشته البسيطة بحري السكة الحديد بمدينة الباجور في محافظة المنوفية ظهرًا، يرش الطريق وكأنه يفتح باب موسم المولد الذي عاش معه طوال حياته، حيث يعتبر أيمن بائع “حلاوة المولد” منذ ثلاثين عامًا، وقد عرفه الناس بفرشته التي تفوح منها رائحة الحمصية والفولية والسمسمية والملبن والجوزية، جنبًا إلى جنب مع العرائس والحصان السكر، تلك الأشكال التي لا يكتمل المولد من دونها.
شوف كمان: أسر الأسرى تعبر عن قلقها: أبناؤنا لا يستطيعون التحمل طويلاً في ظروف أنفاق غزة القاسية
يقول “مزيد” لموقع نبأ العرب إنه أب لولدين، لم يعرف طريق الوظيفة الحكومية قط، بل عاش حياته في أعمال حرة متعددة، أبرزها بيع المجمدات، غير أن موسم المولد ظل دائمًا علامة ثابتة في رزقه وذاكرته، حيث يعرض اليوم الكيلو بسعر يتراوح بين 120 و150 جنيهًا، ويشير إلى أنه يهدف إلى أن يكون “سعر يسير” يقدر عليه الأهالي.
وأشار إلى حبه الغامر لتلك المهنة وارتباطها بمناسبة دينية عظيمة لأشرف الخلق سيدنا محمد، ورغم حصوله على بكالوريوس التجارة في بداية التسعينات من جامعة المنوفية، إلا أنه يفتخر بتواجده في الشارع لمدة 30 سنة يبيع الحلوى للناس.
وتابع: “كتير من أخواتنا المسيحيين متعودين يشتروا مني الحلاوة بجميع أصنافها كل عام، وينتظرون المناسبة بفارغ الصبر لتناول شتى الأنواع، ودائمًا يفرحون معنا في مناسباتنا، مُشاركينا الفرحة”
أضاف أن ظروفه الصحية ربما ستقطع علاقته بحلوى المولد النبوي بنهاية هذا العام، فلم يعد يتحمل الوقوف ولا متابعة عمله بذات الحماس بعدما خانه جسده في إتمام كل أموره، مُقررًا اعتزال المهنة التي أحبها طوال عمره.