قصة أطفال المنيا.. تفاصيل صادمة عن جريمة القتل بعد اكتشاف هوية القاتلة

المنيا – جمال محمد:

قصة أطفال المنيا.. تفاصيل صادمة عن جريمة القتل بعد اكتشاف هوية القاتلة
قصة أطفال المنيا.. تفاصيل صادمة عن جريمة القتل بعد اكتشاف هوية القاتلة

بفرحة بريئة، حمل الطفل أحمد ناصر أرغفة “العيش الشمسي” التي خبزتها زوجة أبيه، متجهًا بها إلى منزل أسرته لتكون جزءًا من وجبة عشاء لن تكتمل، لم يكن يعلم أن هذا الخبز، الذي كان رمزًا للمودة الظاهرية في تاريخ هذه الأرض، قد عُجن بسم الغيرة وتحول إلى أداة قتل ستُنهي حياته وحياة أشقائه الخمسة ووالدهم في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت قرية دلجا بالمنيا.

بعد 43 يومًا من الغموض والألم، كشفت وزارة الداخلية عن الفاعل: زوجة الأب الثانية، التي دفعتها الغيرة من عودة الزوجة الأولى لارتكاب مذبحة صامتة، خلف هذا الكشف الأمني الذي أعلنته وزارة الداخلية اليوم الأحد، تختبئ فصول مأساة بدأت في ليلة عادية من ليالي يوليو الماضي

اجتمعت الأسرة حول مائدة العشاء، وبعد وقت قصير، بدأت أعراض غامضة تظهر على أصغر الأبناء، “عمر”، الذي سرعان ما فارق الحياة في مستشفى ديرمواس المركزي، لم يكد يمر وقت طويل حتى لحق به شقيقاه محمد وريم، وسط حيرة الأطباء الذين شخصوا الحالة مبدئيًا على أنها “التهاب سحائي”، وهو ما نفته وزارة الصحة لاحقًا، ليتعمق لغز الوفيات المتتالية.

بعد ساعات، لحق بهم شقيقهم الرابع أحمد، حامل الخبز المسموم، بينما تم احتجاز الشقيقتين فرحة ورحمة في مستشفى صدر المنيا تحت الملاحظة، ورغم استقرار حالتهما في البداية، إلا أن السم الخفي بدأ يعمل في جسديهما، لتتدهور حالتهما وتلحقا بإخوتهما الواحدة تلو الأخرى، تاركتين الأب يصارع الألم وحده في منزله تارة وفي المستشفى تارة أخرى، قبل أن يستسلم هو الآخر للموت، ويُفتح قبر أبنائه للمرة السابعة ليوارى الثرى بجوارهم.

طوال هذه الفترة، كانت الشكوك تحوم في كل اتجاه، حتى إن النيابة العامة أمرت بإيداع الأم (الزوجة الأولى) مستشفى الصحة النفسية لتضارب أقوالها وتاريخها المرضي، قبل أن يتم إخلاء سبيلها، لم يُكشف اللغز إلا بجهود فريق طبي بقيادة الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بطب المنيا، الذي رجح بعد فحوصات معقدة أن تكون الوفيات ناتجة عن مبيد حشري شديد السمية يُدعى “كلورفينابير”، وهو مركب نادر لا يوجد له ترياق معروف، ولا يظهر في تحاليل الدم التقليدية، وهو ما فسر حيرة الأطباء طوال الأزمة.