وكالات.

اقرأ كمان: سيتوجه ويتكوف إلى غزة للقاء سكان القطاع في زيارة تاريخية من البيت الأبيض
وسط التوترات المتزايدة على الساحة الإقليمية والحديث المتصاعد عن مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل، أشار العقيد جاك نيريا، المسؤول السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي “أمان” والباحث في الشأن الإيراني، إلى أن تل أبيب مقتنعة تمامًا بأن طهران تستعد لتنفيذ ضربة انتقامية بعد الخسائر التي تكبدتها خلال حرب الإثني عشر يومًا، حيث ترى إسرائيل أنه من الحكمة توجيه ضربة استباقية بينما لا تزال طهران في وضعها الحالي، الذي تعاني فيه من تراجع كبير في قدراتها العسكرية، وجزء كبير من هذه القدرات مشلول، وفقًا لنيريا.
مقال له علاقة: مسؤول إسرائيلي يتوقع تراجع حماس عن موقفها المتشدد في المفاوضات
وخلال مداخلة مع إذاعة “إف 103” العبرية، أكد نيريا أن مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل ستنشب بلا شك، حيث يرى أن فكرة الانتقام السائدة في طهران بدأت تنضج، لأن الإيرانيين لا يمكنهم العيش مع شعور الإهانة الذي يشعرون به، واعتبر الباحث الإسرائيلي في الشأن الإيراني أن المناورات البحرية التي أجرتها طهران هذا الأسبوع في شمال المحيط الهندي وخليج عمان، والتي تُعد الأولى منذ حرب الإثني عشر يومًا، تضمنت مشاركة غواصات ومسيرات وبوارج حربية ووحدات تكنولوجية، بمثابة “استعراض علني واضح لإعلان نيتها”.
واستشهد نيريا بأن حزب الله في لبنان أصدر تعميماً لعناصره بالابتعاد عن الهواتف المحمولة، ما يشير إلى أنهم “يقدمون على الحرب”، كما أوضح أن المحادثات بين إسرائيل وسوريا تزعج طهران التي تسعى للإطاحة بالرئيس الشرعي، إلى جانب سعي إيران لإيصال رسالة مفادها أن التقارب مع إسرائيل له ثمن.
وخلال الأسبوع الماضي، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ردًا على التحركات في طهران، وكشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن إسرائيل، التي قامت بتغيير عقيدتها ولم تعد تؤمن بانتظار “العدو حتى يضربها”، تدرس حاليًا توجيه ضربة استباقية ضد إيران.
ونوّهت المصادر إلى أن ما يمنع تل أبيب من تنفيذ ضربتها الاستباقية هو انتظار الموافقة من الإدارة الأمريكية، إذ ترغب في أن تكون واشنطن شريكة في الهجوم المرتقب كما حدث في حرب الإثني عشر يومًا، ولكن المصادر الإسرائيلية بيّنت أن إسرائيل ستسعى للحصول على موافقة أمريكية لتنفيذ الضربة بشكل منفرد حال رفضت إدارة ترامب المشاركة في الهجوم.
وفي وقت سابق من أغسطس الجاري، هدد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بتنفيذ هجوم جديد ضد إيران، قائلًا: “حال استلزم الأمر، فإننا نعرف كيف نعمل مجددًا في إيران وبكل قوة”، وفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وصرّح زامير بأن حرب الإثني عشر يومًا كانت ضربة استباقية لإزالة “تهديد وجودي”، في إشارة إلى ادّعاء تل أبيب أن طهران كانت على وشك تصنيع سلاح نووي، مؤكدًا أنها ساعدت في وقف هذا التهديد بشكل مؤقت، مشددًا على أن إسرائيل لن تقبل بأن يمتلك أعداؤها قدرات تهدد وجودها.