يعتبر عصام هلال واحدًا من أبناء نادي الزمالك الذين حققوا مسيرة مميزة في عالم كرة القدم، على الرغم من التحديات التي واجهته في بداياته، سواء في فترة الناشئين التي تنقل فيها بين عدة أندية، أو بعد اعتزاله كرة القدم حيث انتقل إلى مجال التدريب.

اقرأ كمان: كيف واجهت لاعبة ميلان تحديات ممارسة كرة القدم في أفغانستان رغم قيود طالبان ودعم والدتها
استطاع هلال في السنوات الأخيرة أن يثبت نفسه كأحد المدربين الواعدين في الكرة المصرية، من خلال عمله المستمر على تطوير مهاراته وثقل موهبته التدريبية، إذ حصل على أعلى الشهادات والرخص التدريبية، مما أتاح له الفرصة للتدريب في أندية قوية ومميزة.
كيف كان مشوارك في كرة القدم؟
بدأ هلال مشواره الكروي في مركز شباب إمبابة، الذي شهد بروز العديد من أساطير الكرة المصرية، حيث لعب فيه لمدة موسم واحد، ثم انتقل إلى نادي الترسانة في سن الثامنة بعد أن اختاره الكابتن عباس فخري الذي كان يدرب الفريق آنذاك، بعدما لفت نظره في مباراة جمعت بين الترسانة ومركز شباب إمبابة.
لم يستمر هلال طويلاً في الترسانة، حيث انتقل بعد عام إلى فريق المعادن (جولدي حاليًا)، وخلال فترة الناشئين تنقل بين عدة أندية، لكن المرحلة الأهم كانت في نادي الزمالك، الذي يعتبر بيته الثاني، حيث لعب في صفوفه لمدة 9 سنوات، إذ انضم إليه وهو في سن الثالثة عشر بعد أن رآه الكابتن بدر حداد خلال مباراة.
تحدث هلال عن تلك اللحظة قائلاً: “عندما جاء إلي الكابتن بدر وعرض علي الانضمام لنادي الزمالك، كنت أسعد شخص في الدنيا، خاصة أنني من مشجعي النادي، واستمررت فيه حتى سن 21 عامًا، مما ساهم في بناء اسمي في كرة القدم كلاعب، ثم كمدرب”.
وعلى الرغم من مسيرته المميزة، لم تتاح له الفرصة للعب مع الفريق الأول، خاصة أنه كان يلعب في مركز الظهير الأيسر، الذي كان مليئًا بالنجوم الدوليين، لذا قرر الانتقال إلى فريق سكة حديد سوهاج، حيث أنهى مسيرته كلاعب.
الاتجاه إلى التدريب والتجارب الخارجية
بعد اعتزاله، لم يضيع هلال الوقت، حيث بدأ مشواره التدريبي في سن مبكرة، إذ عمل في مدرسة الكرة بنادي الزمالك لمدة 4 سنوات، ثم انتقل للعمل في قطاع الناشئين، حيث قضى حوالي 12 عامًا في النادي.
اقرأ كمان: لاعب صن داونز يعبّر عن ثقته في الفوز أمام بيراميدز في نهائي دوري الأبطال
تواصلت رحلته التدريبية في مصر بعد مغادرته الزمالك، إذ تولى تدريب منتخب الجيزة لمواليد 2005 و2012، وتمكن من تحقيق العديد من البطولات مع الزمالك ومنتخب الجيزة.
طموح هلال دفعه للانتقال إلى الخارج، حيث تولى تدريب الفريق الرديف في نادي المدينة الليبي، ثم عمل كمدرب مساعد في الجهاز الفني للفريق الأول، ونجح مع المدرب ديجان أرسوف في تحقيق نتائج مميزة.
كشف هلال أنه من أسباب قبوله للعمل في الدوري الليبي هو المشروع الذي كان يسعى إليه النادي، حيث قال: “كان لدى المسؤولين تطلعات كبيرة لتحقيقها، سواء مع الفريق أو في البنية التحتية للنادي، لذا كان لدي إحساس بأنني سأنجح هناك”.
الأزمة في ليبيا والعودة إلى مصر
خلال فترة تألقه مع فريق المدينة، واجهت البلاد العديد من الأزمات، مما اضطره للعودة إلى مصر، لكنه أشاد بالتعامل الطيب من الشعب الليبي معه ومع جميع المصريين أثناء وجوده كمدرب هناك، حيث قال: “الشعب الليبي طيب للغاية، وأتمنى لهم الاستقرار والهدوء”.
تطلعات هلال في مجال التدريب تجعله يسعى دائمًا للتطور، حيث أكد في حواره مع نبأ العرب أنه يعمل على تحسين مهاراته من خلال الحصول على الشهادات التدريبية الآسيوية والأفريقية، بالإضافة إلى معايشات في اتحادات أوروبية في ألمانيا وإسبانيا، ويتبقى له الحصول على شهادة التدريب برو، والتي يخطط للحصول عليها قريبًا.
وعن طموحاته المستقبلية، أكد هلال أنه يطمح لتولي القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، وكذلك منتخب مصر، وهو هدف مشروع يسعى لتحقيقه.
اختتم هلال حديثه مع نبأ العرب مؤكدًا أن نجاح المدربين المصريين في ليبيا مؤخرًا زاد من الإقبال على التعاقد معهم من قبل الفرق الليبية في مختلف المراحل، سواء على مستوى الفريق الأول أو في قطاعات الناشئين، بالإضافة إلى وجود العديد من اللاعبين المصريين في ليبيا أيضًا.