الشرقية – ياسمين عزت:

مواضيع مشابهة: مفاجآت جديدة في قضية “طفل المرور” بالمقطم على لسان دفاع الطالب المعتدى عليه
فتاة تدرس اللغات الإيطالية والإنجليزية بكلية الألسن، وتحلم بالسفر حول العالم كمترجمة، لكنها اليوم أصبحت من أبرز مقدمي وجبة يابانية فاخرة في محيطها، لتقف عند مفترق طرق بين حلم الدراسة وشغف الطهي الذي تحول إلى مشروع مربح.
قصة مريم ليست مجرد حكاية عن فتاة تصنع طعامًا لذيذًا، بل تعكس جيلًا جديدًا لا يكتفي بمسار واحد، إنها قصة عن الشغف الذي يرفض أن يبقى حبيس جدران الهواية، وعن الحلم الذي ينمو في بيئة غير متوقعة، ليطرح سؤالًا جوهريًا: هل نتبع ما درسنا من أجله، أم ما خُلقنا لنبدع فيه؟
من القاهرة إلى فاقوس.. كيف وُلد الشغف؟
بدأت الحكاية من حب مريم الشديد للسوشي، الذي كان يجبرها على قطع المسافات الطويلة إلى القاهرة فقط لتناول وجبتها المفضلة، تروي بوجه بشوش: “بصراحة أنا من عشاق السوشي، كنت كتير أسافر القاهرة مخصوص عشان أكله، لحد ما زهقت من السفر وقلت طب ما أجرب أعمله بنفسي”
لم تكن مجرد فكرة عابرة، بل كانت شرارة مشروع كامل، انغمست مريم في عالم الإنترنت، تشاهد الفيديوهات وتتعلم الأسرار.
لم يكن الطريق سهلًا، فبعد “محاولات كتير ومجهود كبير ومحاولات مضنية”، نجحت أخيرًا في إتقان صنع السوشي ليضاهي جودة أشهر المطاعم، ما بدأ كتجربة لإشباع رغبة شخصية، كان على وشك أن يتحول إلى ظاهرة.
عندما يطلب الريف “السوشي”.
بمجرد أن عرضت مريم أطباقها الشهية عبر صفحة على فيسبوك، انفجرت المفاجأة.
الفكرة التي بدأت صغيرة “كبرت بسرعة فجأة”، وتجاوزت حدود مدينة فاقوس لتصل إلى القرى المجاورة.
أصبح السوشي، تلك الوجبة التي لم تكن متاحة في مطاعم الشرقية، حديث الناس، وبدأت الطلبات تتزايد يومًا بعد يوم من متابعين لم يكتفوا بالصور، بل أرادوا تذوق الإبداع بأنفسهم.
ممكن يعجبك: إخوان المسلمون: اعتقال أحمد المنصور للمرة الثانية بعد تحريضه على مصر من قبل الأمن السوري
هذا التقدير لم يكن مجرد إطراء، بل كان تأكيدًا لها بأن شغفها يمكن أن يصبح حلمًا أكبر.
مترجمة أم سيدة أعمال؟.. حلم على نار هادئة.
اليوم، تقف مريم أمام مستقبل مزدحم بالخيارات، هي لا تزال تعشق مجال دراستها وتؤكد: “أنا بحب مجالي، عايزة أكمل فيه وأشتغل باللغات مترجمة”، لكن نجاح مشروعها فتح عينيها على عالم آخر، عالم التجارة والأعمال الذي يحقق “أرباحًا كبيرة”
تفكر مريم حاليًا بجدية في افتتاح مطعم خاص بها، لتحول شغفها إلى إمبراطورية صغيرة، بينما لا تزال تُصر على طموحها الأكاديمي، لتتركنا أمام صورة ملهمة لفتاة من قلب الشرقية، أثبتت أن الأحلام يمكن طهيها ولفها وتقديمها للعالم، حتى لو كانت بنكهة يابانية.